المفكِّرة المؤرخة والحقوقية والأديبة والناقدة الأدبية الدكتورة /سهيلة زين العابدين محمد حمّاد

النشأة الأسرية

قرشية الأصل من ذرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه، مدينة المولد والمنشأ.فوُلدتُ ونشأتُ وتربيْتُ وتلقيتْ تعليمي الابتدائي والثانوي والجامعي في المدينة المنورة، أتممتْ المرحلة الابتدائية في سنتيْن وهما السنتان الوحيدتان اللتان درستهما في مدرسة؛ إذ درست المرحلتيْن الإعدادية والثانوية ( منازل) مع شقيقتيْ الكُبرييْن ، كما حصلتْ على شهادة البكالوريوس من كلية الآداب – قسم تاريخ  من جامعة الملك سعود بالرياض بالانتساب أيضًا، وأتممتْ الدراسات العليا في كلية الدراسات الإنسانية للبنات بجامعة الأزهر بالقاهرة تخصص دقيق ” تاريخ إسلامي” وكانت رسالتي للدكتوراة عن السيرة النبوية في كتابات المستشرقين دراسة منهجية تطبيقية على المدرسة الإنجليزية.

مجال التخصص/ تاريخ , تخصص دقيق: تاريخ إسلامي( السيرة النبوية المطهّرة)

الموقع الوظيفي: غير موظفة, متفرّغة للدراسات والبحوث العلمية والعمل التطوعي.عضوة مؤسِّسِّة في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان وعضوة في مجلسها التنفيذي.

الحياة العملية

 التحقتُ بالعمل الوظيفي بعد حصولي على البكالوريوس ، فعملتُ معلمة تاريخ وجغرافيا في المتوسطة الأولى للبنات لمدة عام، ثُمّ أصبحتُ وكيلة بالمتوسطة الثالثة للبنات بصيادة، ثُم استقلتُ لمرض والدي ـ رحمه الله ـــ ومرافقته في رحلة علاجه، وجاءتني الموافقة على الاستقالة يوم وفاة والدي، وقيل لي بإمكاني التراجع عن الاستقالة، ولكنّي آثرت التفرّغ لرعاية أمي رحمها، وللبحث العلمي والعمل التطوّعي، وعُرضت عليّ مناصب كثيرة، ولكن اعتذرت عنها، وهذا تلخيص لحياتي العملية:

  • معلمة تاريخ وجغرافيا لمدة سنة في المتوسطة الأولى للبنات بالمدينة المنورة.

  • مساعدة لمدة سنة بالمدرسة المتوسطة الأولى للبنات بالمدينة المنورة.

  • أسهمت في تأسيس المدراس النسوية للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة ، ورأستها ( تطوعًا) في الفترة من 1406ـــــ 1412هـ.

  • رأست لجنة الأديبات الإسلاميات برابطة الأدب الإسلامي العالمية لمدة ثلاث سنوات ( تطوعًا).

  • أسّست مركز المعلومات والإحصاء والتوثيق بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان ورأسته مدة 3 سنوات من  2005- 2008م

إنجازاتي العملية والفكرية في المجال الديني

ويتمثل هذا في  نشر حفظ القرآن الكريم مجودًا ومُرتلًا، وتاريخ السيرة النبوية المطهّرة والرد على الشبهات التي أثارها المستشرقون حول الرسول صلى الله عليه وسلم ،  وتصحيح الخطاب الديني المفسّر من قبل البشر بتنقيته من الإسرائيليات والأحاديث الضعيفة والموضوعة والشاذة والمفاهيم الخاطئة لبعض الآيات القرآنية المتعلقة بعلاقة المسلمين بغير المسلمين وبالمواريث وبالمرأة والعلاقات الأسرية والزوجية ، والقول بالنّاسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، أمّا الجانب الأدبي وفنونه .

أثر نشأتي الأسرية على فكري

إنّ نشأتي في بيت علم وفقه ودين، فأجدادي ووالدي رحمهم الله كانوا حفظة القرآن الكريم وعلماء وفقهاء وقضاة وأئمة وخطباء في المسجد النبوي الشريف، ودعاة إلى الإسلام في بلادي الهند والسند بمن فيهم والدي رحمه الله الذي أمضى ثلاثين عامًا للدعوة فيهما وكانت رحلاته  إلى بلادي الهند والسند متقطعة، بلغت في مجموعها ثلاثين عامًا ، فهذه السنون التي قضاها فيهما لم تكن متواصلة، وإنَّما كانت متقطعة، حيث كان يسافر سنوات عديدة ثمّ يعود إلى المدينة، ويستقر في المدينة المنورة سنوات ثمّ يكر راجعًا إليهما ، وهكذا فإنّ عدد السنين التي قضاها في الهند حسب ما كان يقوله لي ولأخواتي  حوالي ثلاثين عامًا، فرأيتُ أن أواصل رسالة أجدادي ووالدي رحمهم الله ، ولكن بالتوعية بصحيح الإسلام والإسهام في إصلاح المجتعمات الإسلامية،وتصحيح مسيرة الأدب العربي الذي تأثر بالمذاهب الغربية وامتد سلبًا إلى العقيدة ، بالتطبيق العملي ، وهي وسيلة أجدادي  وبوسائل غير التي استخدموها، وهي الكلمة المكتوبة والمقروءة، ثُم اقترنت بالكلمة المرئية والمسموعة.

واستأذنكم في التوقف هنا عند محطات من أهم محطّات حياتي:

أولها : دوري في نشر حفظ القرآن الكريم  بين نساء الإسلام.

ثانيها: التصدي لأكثر من سبعة عشر مستشرقًا إنجليزيًا بالرد على ما آثاروه من شبهات حول الرسول صلى الله عليه وسيرته والتشريعات القرآنية في الدورين المكي والمدني.

ثالثها: تصحيح الخطاب الديني المفسّر من قبل البشر فيما يخالف الخطاب الإلهي المُنزّل من الخالق جل شأنه.

المحطة الأولى : دوري في نشر حفظ القرآن الكريم مجودًا ومرتلًا بين نساء الإسلام

امتدادًا لمسيرة أجدادي ووالدي رحمهم الله جميعًا في نشر الإسلام وتعليمه وتحفيظ كتابه وتعليم لغته في شبه القارة الهندية وجزيرة موريشيوس، سأتحدث عن عمل  كبير أفخر بإنجازي له(تطوعًا) بمعاونة فريق العمل الذي كان معي، ,وبموافقة  مستحقي ومستحقّات وقف جدي محمد بن محمد صالح إبراهيم حمّاد التبرع بست شقق لتكون مقرًا للإدارة العامة للمدارس النسوية ودورات إعداد معلمات القرآن الكريم، ومدرسة دار الفرقان لنشر حفظ القرآن الكريم مجودًا ومرتلًا بين نساء المدينة المنورة مواطنات ومقيمات ووافدات يمثلن جميع قارات العالم باستثناء قارة أستراليا،  ولكن للأسف الشديد ـــ  مُعتّمًا على هذا العمل من قِبل من يؤرخون للحياة العلمية في المدينة المنورة، وكأنّه لم يكن، كما عتّموا على جهود أجدادي من آل حمّاد في نشر الإسلام وتحفيظ القرآن الكريم وتعليم لغته وعلومه، وتجاهلوا أيضًا إسهاماتهم في النهضتيْن الفكرية والعلمية، مع معاصرة بعض هؤلاء المؤرخين للمدارس النسوية للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن بالمدينة المنورة التي تأسست عام 1406 ه ، ومستمرة حتى الآن ، وبهذا العمل  أصبح القرآن الكريم  يُتلى مجودًا مرتلًا في كل بيتٍ من بيوت المدينة المنورة بعد أن كاد يكون مهجورًا، وأصبحت الجدة والأم والحفيدة يذهبن معًا إلى مدرسة تحفيظ القرآن التي تستقبل الإناث من سن مادون المدرسة إلى سن السبعين والثمانين على اختلاف جنسياتهن ومؤهلاتهن العلمية حتى الأميات تقبلهنّ وتمحو أميتهن، وأسهمت هذه المدارس في نشر حفظ القرآن الكريم بين نساء وفتيات الإسلام من جميع قارات العالم باستثناء أستراليا ؛ إذ كان طالبات هذه المدارس ودوراتها من تلك القارات .  هذا الإنجاز هو المدراس النسوية للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورّة، وهذا هو المُسمّى الذي اقترحته، ووافقت عليه الأمانة العامة لجماعات تحفيظ القرآن الكريم التي كانت تٌشرف عليها آنذاك جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بعد موافقتها على ضم نواة هذه المدارس المكوّنة من خمس مدارس من ضمنها مدرسة دار الفرقان التي أسستُها عام 1406هـ ـــــ  أربع مدارس منها تبرّع بها نساء ــــــ تشرف عليها باعتبارها جهة الاختصاص التي أقرّت ترشيحي لرئاسة هذه المدارس؛ إذ صدر قرار الأمانة العامة لجماعات تحفيظ القرآن الكريم بخطابها رقم 199 /31 ،بتاريخ 21/7/1406هـ بالموافقة على ضم مدارس جمعية طيبة الخيرية النسائية بالمدينة المنورة إلى جماعة تحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة، وتكليف الآنسة/ سهيلة زين العابدين حمَّاد بالإشراف على مدارس الجماعة، وبقرار إداري رقم 56 الصادر بتاريخ 15 /2/ 1407هـ من رئيس الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة، واستناداً إلى قرار مجلس الإدارة في جلسته الرابعة عشر المنعقدة في 15/2/1407هـ تمت  الموافقة على اعتماد اسم المشرفة على الفرع النسوي “رئيسة المدارس النسوية للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة، وكنتُ قد تقدَّمتُ بهذا الطلب، كما أقر المجلس جميع الصلاحيات التي طلبتها، بل منحني المجلس صلاحيات مدير الجماعة، إضافة إلى صلاحيات أخرى. وكنتُ قد اشترطتُ على  الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم أن يكون عملي بها تطوعيًا.

وبموجب الصلاحيات التي منحني إياها مجلس إدارة الجماعة في جلسته السابعة عشر المنعقدة في 20 / 3/ 1407هـ ، وبموجب قرار إداري رقم 73 بدون تاريخ الصادر من فضيلة رئيس الجماعة ، وضعتُ الهيكل  التنظيمي للإدارة، والنظم واللوائح التي تنظم العمل وتضبطه ، وكذلك وضعتُ سلَّم مكافآت ومرتبات الإداريات والموجهات والمعلمات والمستخدمات، والسائقين ، والحراس، وضعتها بمفردي لم يساعدني أحد في وضعها، ولم تشارك الجماعة الخيرية آنذاك في وضعها، كما أعدتُ امتحان المعلمات لأنَّني لم أكن راضية عن مستواهنَّ العلمي في التلاوة والتجويد، ولا عن مستوى طالباتهنَّ، وأوقفتُ عن العمل غير الصالحات ، فقد ألحقتهنَّ بدورة إعداد المعلمات التي أقمتها لتخريج معلمات حافظات مجوِّدات ،  وذلك للتغلب على مشكلة نقص المعلمات، ومدة الدورة سنة دراسية كاملة يحفظن فيها خمسة أجزاء مع تلاوة كامل المصحف  ودراسة وتطبيق جميع أحكام التجويد، وبعد اجتيازهن هذه الدورة بنجاح أعدتُ الموقوفات إلى العمل مرة أخرى، وقد واجهتني معارضات كثيرة، وهوجمتُ على قيامي بهذه الخطوة ، وحاولتْ الموقوفات عن طريق الوساطات إعادتهن إلى العمل، ولكن أصررتُ على موقفي، فالأمر يتعلق بتعليم تلاوة كتاب الله ، فمن لا يتقنها لا يستحق أن يعلِّمها، ولا مجاملات في هذا المجال البتة ، وأنا أساسًا لا أقبل الوساطات في العمل ، فواسطة المرء علمه و كفاءته وإخلاصه ودقته في العمل ، وما يكتسبه من مهارات. فكان ـــ وقتها ـــ  التي تتقن التلاوة وأحكام التجويد بشكل جيد معلمتان أوكلتُ إليها مهمة التدريس في دورات إعداد المعلمات، واستطعتُ من خلالهما  أن أخرِّج عشرات  المعلمات جيدات التلاوة، وأقمتُ لخريجات هذه الدورات دورات تحفيظ المعلمات ليكملن حفظ القرآن الكريم، وليتمكنَّ من تطبيق أحكام التجويد بقدر أفضل  وأصبح من خريجات هذه الدورات يدرسن فيها ممن أتقن أحكام التجويد، وأصبح طالباتنا على مستوى  عال حتى بات كثيران منهن يفزن في مسابقات القرآن الكريم بمركز الأمير سلمان عندما كان أميرًا على منطقة الرياض، ثمّ أصبح من طالباتي في لجان تحكيم هذه المسابقة.

أهداف المدارس النسوية

 هذا وقد وضعتُ أهدافًا لهذه المدارس، وخُططًا لتحقيقها، ويمكن تلخيص هذه الأهداف في النقاط التالية :

  • توثيق صلة المرأة المسلمة بكتاب الله لتتخلق بأخلاقه، وتتأدب بآدابه ، وبذلك يصلح حالها، وإذا ما صلحت حالها صلح مجتمعها، لأنَّها المربية الأولى لأبناء الإسلام .

  • تخريج العالمات الحافظات لكتاب الله لنعيد للمدينة المنورة مهبط الوحي، ودار الهجرة أمجادها في تخريج الحافظات لكتاب الله من نساء الإسلام على اختلاف جنسياتهن وألوانهن ولغاتهن لتكون دار الهجرة مركز إشعاع لنور القرآن الكريم يعم أرجاء العالم الإسلامي، وقد تمّ هذا بمنح خريجات دروات إعداد معلمات القرآن الكريم من مختلف الجنسيات والقارات شهادات عن تأهلهن ليكنّ معلمات للقرآن الكريم، وكنّ يفتحن مدارس وحلقات لتحفيظ القرآن لبنات جنسهنّ في بلادهن.

  • تقويم وتصحيح قراءات طالبات ومعلمات مدراس الرئاسة العامة لتعليم البنات لتكون قراءاتهنَّ قراءات صحيحة مجوَّدة.

خططها المستقبلية

لتحقيق هذه الأهداف وضعتُ الخطط التالية:

  • فتح مدارس تحفيظ القرآن الكريم في جميع أحياء المدينة المنورة وقراها وضواحيها .

  • إنشاء معهد عال للدراسات القرآنية ليكون نواة لجامعة إسلامية نسوية.

  • إنشاء مركز للبحوث والدراسات القرآنية.

  • إنشاء معهد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقات بها.

  • عمل دورات صيفية لطالبات مدارس الرئاسة العامة لتعليم البنات .

  • عمل دورات لترتيل وتجويد القرآن الكريم ، وتعليل أحكامه ، وذلك لمعلمات المواد الدينية بمدارس الرئاسة العامة لتعليم البنات، وقد أقيمت دورة واحدة في 12/3/1407هـ، لأنَّ معلمات الرئاسة ـــ آنذاك ـــ لم يتجاوبن مع المدارس النسوية.

  • عمل مسابقات دولية لحافظات القرآن الكريم.

  • نشر الثقافة القرآنية عن طريق البرامج الثقافية التي ستنظمها المدارس النسوية بالجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة.

الإنجازات

وبتوفيق من الله ثمَّ بالجهد والسهر والتفاني والإخلاص، وبتعاون أسرة المدارس النسوية من رئيسة المدارس وموجهات وإداريات ومعلمات وطالبات ومستخدمات، وكذلك تعاون الأهالي، والدعم المادي من قبل المتبرعين والمتبرعات استطاعت هذه المدارس في غضون ست سنوات من 1407هـ ـــ 1412هـ أن تحقق الإنجازات التالية:

  • تحقيق الاكتفاء الذاتي من معلمات القرآن الكريم، وتخريج معلمات على كفاءة عالية وممتازة في حين أنَّه لم يكن قبل ست سنوات توجد معلمات صالحات لتدريس القرآن الكريم والصالحات قلة ولم يكن منهن على الكفاءة المطلوبة.

  • قفز عدد طالبات المدارس من ستمائة إلى أكثر من ستة آلاف طالبة، وعدد المعلمات من 26 معلمة منهن واحدة فقط التي تجيد التلاوة إلى أكثر من مائتي معلمة متميزات،  وقفز عدد المدارس من خمس مدارس إلى25 مدرسة ومعهدًا وحلقات في سجن النساء، والسكن الداخلي لطالبات كلية التربية التابعة للرئاسة العامة ، وفي مستشفى الصحة النفسية، وسكن منسوبات مستشفى الملك فهد، ومركز التنمية الاجتماعية، و مركز التدريب والتثقيف بالجرف ، وقفز عدد الفصول من 26 فصلاً إلى 209 فصلًا.

  • المساهمة في محو أمية حوالي ألف سيدة من الملتحقات بهذه المدارس؛ إذ كان من مناهجهن تعليمهن القراءة والكتابة إلى جانب تحفيظهن القرآن الكريم.

  • استفادة أكثر من 1500 طالبة من طالبات الملتحقات بالدورات الصيفية .

  • فتح فصول لسن ما دون المدرسة، كان الهدف منها تحفيظ الصغيرات القرآن الكريم قبل بلوغهن سن المدرسة ، وتبني النابغات منهن ليكن في المستقبل من العالمات الفقيهات الحافظات .

  • تخريج 46 معلمة حافظة لكامل المصحف مع العلم أنَّه لم تكن توجد ولا معلمة واحدة تحفظ خمسة أجزاء، وذلك من خلال دورات تحفيظ المعلمات ،مع إقامة لهنّ دورات طرق تدريس القرآن الكريم.

  • تمكَّنت المدارس النسوية من تخريج 90 حافظة لكامل المصحف خلال أربع سنوات، تخللتها فترة التأسيس وإعداد المعلمات، وكان من ضمن الخطة التي وضعتها لعام 1412هـ أن تخرج 170 حافظة لكامل المصحف، ومائتي حافظة لكامل المصحف عام 1413هـ،وأربعمائة حافظة عام 1414هـ ،  وابتداءً من عام 1417هـ تخريج ألف حافظة لكامل المصحف سنويًا. كما بدأتُ بالإعداد لإقامة دورة القراءات السبع لإعداد معلمات لها يقمن بتدريسها في معهد الدراسات القرآنية.

  • إيجاد عناصر إدارية مدربة للعمل في إدارة المدارس، والإدارة العامة من خلال الدورات التي تقام لهنَّ والتدريب العملي.

  • إيجاد روح العمل التطوعي لدى جميع المنسوبات لهذه المدارس بإلزام كل موظفة معلمة كانت أو إدارية أن يكون الشهر الأول لعملها بالمدارس شهرًا تطوعيًا، فهذه الخطوة كانت توفر للمدارس سنوياً ربع مليون ريالًا إضافة أنَّ الجميع يشعر أنّ هذه المدارس قد أسهم بماله فيها ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هذه الخطوة بعثت في العاملات روح العمل التطوعي ؛ ولذا نجد كثيرات أسهمن تطوعًا في إقامة دورات إدارية، ودورات طرق تدريس القرآن الكريم، وتدريس طالبات معهد الدراسات القرآنية النحو والإملاء والإنشاء والخط لإعدادهن للدراسة، ومن المتطوعات الآنسة إسعاف نحَّاس من بنات المدينة المنورة ، ومن كبرى عائلاتها التي تطوعت بالتدريس في المدارس منذ تخرجها من دورة إعداد معلمات القرآن الكريم التي نظمتها المدراس النسوية لتحفيظ القرآن الكريم  لأكثر من خمسة عشر عامًا، وهي ملتزمة بالدوام، وكانت تأتيني بنفسها لتستأذن في السفر لبضعة أيام.

  • افتتاح فصل لتعليم اللغة العربية لغير الناطقات بها، ليكون نواة لمعهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقات بها، وقد تمَّت الاستعانة بمناهج معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، التي شارك في وضعها البروفسور محمود إسماعيل صالح  وبمناهج الجامعة الإسلامية في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وقد التحق بالفصل طالبات يمثلن مختلف الجنسيات آسيوية وأفريقية وأوروبية وأمريكية، وحقق نتائج ملموسة ممَّا دفع ببعض طلبة الجامعة الإسلامية أن يقدِّموا طلبات إلى معالي مدير الجامعة لاستقدام زوجاتهم وأخواتهم للدراسة في هذا القسم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] . آل نحّاس من العوائل المعروفة في المدينة المنورة، وهي عمة زوجة الأستاذ شهاب محود حلواني ابن خالتي آسيا أحمد أبو بكر حمّاد.
[2] . لقائي بإحدى طالبات تحفيظ القرآن الكريم في بيروت
من الصدف الجميلة والرائعة لقائي بإحدى طالبات فصل تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في بيروت أثناء انعقاد مؤتمر “المرأة واستشراف المستقبل في بيروت الذي  نظّمه الاتحاد النسائي العالمي ، وقد عقد في بيروت في 20-22/11/ 1420 هـ الموافق25-25/2/2000م تحت رعاية معالي رئيس الوزراء الدكتور سليم الحص، وهي من ألبانيا ، كل منّا في البداية كان يقول بينه وبين نفسه ،هذا الوجه أعرفه من قبل، وسرعان ما تعرَّفت عليَّ، وأخذتني بالحضن ، وهي تبكي فرحًا لرؤيتي ، وعرفتني بنفسها فتذكرتها، وقالت:” لن أنسى تلك الأيام الجميلة التي قضيتها في المدينة ـــ حيث كان زوجها يدرس في الجامعة الإسلاميةــــ ولن أنسى أنَّني حفظتُ القرآن وتعلمتُ اللغة العربية في مركز حمّاد” . وقد سعدتُ كثيراً برؤيتها .ومن الشخصيات النسائية التي سعدت كثيرًا بلقائها ابنة الشيخة “مريم استطاعت المدارس النسوية في غضون ست سنوات من بداية تأسيسها حتى سنة 1412هـ أن تحقق نجاحًا كبيرًا على المستوى المحلي والعربي والعالمي؛ إذ قدمت وفود من بعض جماعات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة للاطلاع على سير العمل في هذه المدارس، والاستفادة من التنظيم الإداري، ومناهج الدورات، وقد اعتمد هذه التنظيم في الأقسام النسوية في جماعات مكة المكرمة وجدة والرياض والقصيم، وقد كان من خطة المدارس النسوية تخريج ألف حافظة لكامل المصحف ابتداءً من عام 1417هـ، وذلك بناءً على دراسة وخطط كنتُ أقوم بها بنفسي. باجتماعي بكل مدرسة فصل لمعرفة منها مقدار ما تحفظه كل طالبة لديها في الشهر، وفي السنة ، وبالتالي تحديد مدة تقريبية لحفظها كامل المصحف، وبموجب هذه الدراسة  وضعتُ هذه الخُطط، مع دراسة ظروف الطالبة العائلية والمالية لمساعدتها على تخطيها حتى لا تكون عائقًا لمسيرة حفظها لكامل المصحف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  • لقد حقَّقت هذه المدارس شهرة واسعة، وكانت تأتيني رسائل من الأردن, ومن مصر والسنغال وموريتانيا، ولبنان وبعض المراكز الإسلامية في أوربا وأمريكا تطلب الاستفادة من نظام هذه المدارس وتجربتها.

  • صرف مكافآت شهرية من موارد الزكاة لغير القادرات ، وتوزع عليهن مجانًا أشرطة كامل المصحف ، ومناهج التجويد لطالبات الدورات ، كما تؤمِّن لغير القادرات المواصلات مجانًا ؛ إذ كان قسم التبرعات بالمدارس النسوية الذي كان يُشرف عليه أخي سامي ــ يرسل سنويًا أكثر من خمسين ألف خطاب لأهل الخير باسم رئيسة المدارس النسوية للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة/ سهيلة زين العابدين حمّاد  لدعوتهم للتبرع للمدارس النسوية، كما كان يقوم بتوزيع ملصقات ونشرات عن أنشطة المدارس النسوية في مختلف مناطق المملكة ،  كان يتنقّل في مناطق المملكة على حسابه الخاص، واستطاعت المدارس النسوية أن تجمع تبرعات بلغ صافيها ستة عشر مليون ريال في غضون ست سنوات؛ إذ كانت تدفع منها مصاريف المدراس النسوية من مكافآت لمنسوبي ومنسوبات المدارس من معلمات وإداريات ومستخدمات وسائقين ومصاريف إدارية ونثرية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نياس “من السنغال صاحبة دار القرآن ، والمُلقّبة بِ ” خادمة القرآن الكريم”  والتي حضرت حفل تكريم حافظات القرآن عام 1407هـ، وتوفيت رحمها الله مطلع عام 2021م عن عمر 88 عامًا. ومن الشخصيات التي شدَّت انتباهي في هذا المؤتمر السيدة هدى صادق رئيسة الاتحاد النسائي النيجري   لطلاقة لسانها تحدثًا بالعربية ، وهي تتحدث العربية أفصح من العرب أنفسهم ، وتتمتع بهدوء وأدب جم
المدراس النسوية من مكافآت لمنسوبي ومنسوبات المدارس من معلمات وإداريات ومستخدمات وسائقين ومصاريف إدارية ونثرية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

معهد الدراسات القرآنية

كان من خطط المدارس التي وضعتُها إنشاء معهد عال  للدراسات القرآنية، فقدَّمتُ مشروع معهد الدراسات القرآنية ـــ قدّمته باسم : معهد أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ــــ لمجلس إدارة الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ومناهجه ، بل ومفردات هذه المناهج، طبقاَ لمناهج كلية القرآن الكريم في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، مع إضافة مواد جديدة، ووافقت الأمانة العامة لجماعات تحفيظ القرآن مبدئيًا عليه على أن تكون الدراسة فيه سنتان بإشراف جامعة الإمام، ومن تريد إكمال الدراسة لسنتين أخريين للحصول على البكالوريوس تكملهما بالانتساب، وبدأ العمل، وأعددتُ (35) طالبة من المتقدمات للدراسة في المعهد من الحاصلات على الثانوية العامة ، وما فوق  بإتمامهن حفظ كامل المصحف ، مع  إجادتهن للقراءة والكتابة ، مع تمكنهنّ من إعراب القرآن بعد ما كان بعضهن لا يميز بين الضمّة والفتحة ، والفاعل من المفعول به.  ولكن للأسف حدثت معوقات حالت دون تنفيذه.

المحطة الثانية  التصدّي لأكثر من سبعة عشر مستشرقًا بالرد على ما آثاروه من شبهات حول الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة والتشريعات المدنية في الدوريْن المكي والمدني

وذلك من خلال رسالة الدكتوراة التي استغرقت خمس سنوات من البحث والدراسة، وهي بعنوان” السيرة النبوية في كتابات المستشرقين ــــ دراسة منهجية تطبيقية على المدرسة الإنجليزية ، في أربع مجلدات من ألفي صفحة تشمل الدوريْن المكي والمدني. وكانت هذه الدراسة نقطة تحول في فكري ومساره ؛ إذ صُدمت صدمة كبرى عند رجوعي لأمهات كتب التفسير والحديث والفقه  للرد على شبهات المستشرقين؛ إذ وجدتُ أنّ  من تلك الشبهات موجود في تلك الكتب المستندة على أحاديث ضعيفة وموضوعة وشاذة ومُفردة، ومن هذه اللحظة قررتُ أن أبدأ برحلة التصحيح، وزاد من إصراري موجتي الإرهاب والإلحاد التي انتابت نسبة ليست يقليلة من شاب الإسلام ذكوره وإناثه، ووجدتُ أنّ دعاة الإرهاب والإلحاد قد نفذوا إلى شبابنا من خلال تلك المفاهيم الخاطئة التي وقع فيها خطابنا الديني المُفسّر من قبل البشر لعدم تحرر علمائه  من عادات وتقاليد وأعراف مجتمعاتهم في جاهليتها ودعموها بأحاديث ضعيفة وموضوعة وشاذة ومفردة، وبنظرة تلك المجتمعات الدونية للمرأة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 تفاصيل أكثر عن المدارس النسوية للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة في كتابي حديث الذكريات( سيرة ذاتية).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المحطة الثالثة: تصحيح الخطاب الديني المفسر من قبل البشر فيما خالف الخطاب الإلهي المُنزّل من خالق الكون بما فيه من بشر

 بلغت هذه السلسلة حتى الآن (30) جزءًا، وهي:

  • الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم.2۔الجهاد . الوصية والميراث.4. الرجم والجلد.5. الصحيحان. 6. دولة الخلافة 7. التكفير والردة. 8.الغناء والموسيقى.9. لماذا يُلحدون. 10. .مراجعات على الدكتور عدنان إبراهيم في برنامج صحوة. ) من جزءيْن ) 11. الإسلام بين الإيمان والعقل رداً على بابا الفاتيكان.12. مراجعات على الدكتور يوسف زيدان.( ) من جزءيْن ) 13.أهلية المرأة.14.الرق والسبايا وملك اليمين.15.. الحور العين والعمليات الانتحارية. 16.الحجاب   والاختلاط. 17..القوامة والولاية والوصاية.18.تصحيح مفهوم ( واضربوهن) 19. .الزواج والطلاق وحقوق الزوجيْن.20. زواج القاصرات وعضل الراشدات.21. طاعة الزوج.22.المرأة والقيادة السياسية” قراءة في مفهوم الولاية”.23.ولاية المرأة للقضاء.24.المرأة المسلمة بين النص الديني والواقع الاجتماعي.25..الموروث الفكري والثقافي وأثره على المرأة.26. مكانة المرأة وشخصيتها في القرآن الكريم والسنة المطهرّة. 27..تقنين تعدد الزوجات. 28.المرأة المسلمة بين النص الديني والواقع الاجتماعي 29. .حقوق المرأة في المواثيق الدولية وأنظمة المملكة العربية السعودية. 30.أحاديث صحيحة تعلي شأن المرأة وموضوعة تقلل من شأنها.

الجانب الفكري والأدبي والنقدي

تحدّثتُ عن ما حققته من إنجازات في التصدي لافتراءات مستشرقي المدرسة الإنجليزية على الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته والتشريعات المدنية، وكذلك سلسلة تصحيح الخطاب الديني المُفسّر من قبل البشر، وما وفقني الله في نشر حفظ القرآن الكريم بين نساء الإسلام من خلال تأسيسي ورئاستي للمدارس النسوية للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة، سأتوقف هنا عند مسيرتي في رحلة الكلمة على مدى (47) عامًا.

فقد تفرغتْ للبحث العلمي  والدراسة والكتابة والعمل التطوعي على مدى 47 عامًا؛ إذ ومارستْ الكتابة منذ سنة 1395هـ، وقدمت خلالها  (146) مؤلفًا بعضها صدر ، والآخر معد للطبع، وأكثر من 3000  مقالًا، تناولت مختلف الموضوعات من تاريخية وأدبية، ونقدية، واجتماعية، وسياسية وحقوقية وإعلامية وتربوية وتعليمية ومحلية واقتصادية نشرت في معظم الصحف والمجلات والدوريات السعودية، وبعض الصحف والمجلات العربية مثل: جريدة المدينة المنورة ، جريدة الندوة، جريدة عكاظ، جريدة الجزيرة، جريدة البلاد، جريدة الحياة ، جريدة الشرق الأوسط، جريدة العالم الإسلامي “التي تصدرها رابطة العالم الإسلامي، جريدة الأهرام القاهرية، جريدة المسلمون ، جريدة الشروق صوت الأزهر، جريدة الوفد، جريدة السياسي المصري، جريدة الأنباء الكويتية، وجريدة الخليج الإماراتية، جريدة أخبار العرب الإماراتية، ومجلة المنهل (السعودية)،المجلة العربية، ومجلة الفيصل /ومجلة الحرس الوطني، ومجلة اقرأ “السعودية، ومجلة المنار السعودية، ومجلة “الجسور”، ومجلة “المشكاة ” السعودية، ومجلة الرابطة التي تصدرها رابطة العالم الإسلامي،  ومجلة “المشكاة ” التي تصدر في المغرب ،ومجلة الأدب الإسلامي “التي تصدرها رابطة الأدب الإسلامي العالمية، ومجلة  المنار الجديد (القاهرة)،ومجلة بيادر(نادي أبها الأدبي)، ومجلة الوطن العربي (فرنسا)، ومجلة أسماء(كانت تصدر في الأردن)، ودورية اتحاد المؤرخين العرب (القاهرة)،ومجلة المجلة، ومجلة الدبلوماسي التي تصدرها وزارة الخارجية السعودية ، ومجلة الأمن التي تصدرها جامعة الأمير نايف الأمنية، وأجريت معي أحاديث وحوارات صحفية في معظم الصحف والمجلات السعودية والعربية، وبعض الصحف الغربية، وكذلك لقاءات عبر الأثير إذاعات الرياض وجدة وإف وإم السعودية ، وإذاعة الأردن وإذاعة البحرين وصوت العرب بالقاهرة ، وإذاعة القرآن الكريم المصرية ، وبي بي سي البريطانية ، ومونت كارلو الفرنسية ، وغيرها من الإذاعات ، كما كانت لي مشاركات تلفزيونية عديدة في القناة السعودية الأولى ، وقناة الإخبارية ، وقناة الثقافية السعودية  وإم بي سي، وقناة العربية  ، وروتانا خليجية، وقناة عين، وقناة المستقبل اللبنانية، وقناة إقرأ ، وقناة الرسالة ، وقناة أوربت ، وقناة L.b. c  إل بي سي  اللبنانية ، والفضائية المصرية ، والقناة الثقافية المصرية ، والقناة الهولندية الثانية ، والقناة الأردنية ، وقناة ” أبو ظبي”  الإماراتية، وغيرها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجزء الأكبر منها نُشر في صفحة الرأي بجريدة المدينة ، ثم في مدوّنتي ، ومراجعات الدكتوريْن عدنان إبراهيم ويوسف زيدان نشرت في جريدة أنحاء الاليكترونية.ثُم في مدوّنتي ، وبعضها أوراق عمل قدمت في بعض المؤتمرات العربية والدولية.

أهم الانجازات:

  1. تأسيس المدارس النسوية للجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة, ووضع مناهجها وهيكلها الإداري, ورئاستها لمدة سبع سنوات( تطوعًا).

  2. قدّمت مشروع معهد الدراسات القرآنية للبنات للأمانة العامة لجماعات تحفيظ القرآن الكريم عام 1411ه، وتمّت الموافقة المبدئية عليه، وتمّ إعداد 35 طالبة للدراسة فيه عام 1413ه، ولكن حدثت معوِّقات حالت دون إتمامه.

  3. قدّمتُ مشروع مركز المعلومات والإحصاء والتوثيق لللجمعية الوطنية لحقوق الإنسان , وقمتُ بتنفيذه برئاستي  للمركز ثلاث سنوات.

  4. قدّمتُ مشروع مادة حقوق الإنسان لتُدرّس في الجامعات والكليات والمعاهد في المملكة العربية السعودية بمختلف التخصّصات، بتكليف من معالي رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان- آنذاك – الدكتور بندر حجّار.

  5. مشروع تصحيح الخطاب الديني المُنجز من قبل البشر بتنقيته من الموروثات الفكرية والثقافية المتعارضة مع ما جاء به الخطاب الإلهي المُنزّل, وذلك من خلال ما قدّمته من مؤلفات ومقالات وبحوث لمؤتمرات وبرامج إذاعية وتلفزيونية، تمّ تجميعها في ثلاثين مؤلفًا حتى الآن.

  6. وضعتُ نظرية التصوّر الإسلامي في النقد الأدبي، وطبّقتُها على فكر وأدب كبار أدباء العالم العربي، وهي ضمن سلسلة الفكر العربي تحت مجهر التصوّر الإسلامي ،  (26) جزءًا تشمل الجانبين التنظيري والتطبيقي.

  7. رأستُ لجنة تقويم أداء جامعة الملك سعود بالرياض (عام 2012م) ، المكوّنة من البروفسورة سميرة إسلام والبروفسورة ثريا الشافعي ، والاقتصادية الدكتورة ناهد طاهر.

  8. رأستُ لجنة الأديبات الإسلاميات برابطة الأدب الإسلامي العالمية لمدة ثلاث سنوات(تطوعًا) ثم استقلتُ لمحدودية إمكانية الرابطة المالية في تنفيذ ما قدّمته للرابطة من مشاريع للنهوض بالأدب الإسلامي .

فترة رئاستي للجنة الأديبات برابطة الأدب الإسلامي العالمية نظمّتُ الملتقى الدولي الأول للأديبات بالقاهرة عام 1999م ،وهذه الصورة في جلسة افتتاح الملتقى وعلى يميني د.معالي راشد الراجح ويليه معالي د. أحمد عمر هاشم عند كان رئيسًا لجامعة الأزهر ويليهما د. عبد القدوس أبو صالح

المؤلفات

(146) مؤلفًا منها (26) مؤلفًا نقديًا وفق نظرية التصور الإسلامي في النقد الأدبي التي أسهمت في تنظيرها، وهي سلسلة الفكر العربي تحت مجهر التصور الإسلام ، و(6) مؤلفًا أدبيًا، و(2) مؤلفًا في الاستشراق والسيرة النبوية[ السيرة النبوية في كتابات المستشرقين – دراسة منهجية تطبيقية على المدرسة الإنجليزية – من أربع أجزاء( رسالة الدكتوراة، و(13)مؤلفًا في دراسات تاريخية، و(18) مؤلفًا حقوقيًا و(13) مؤلفًا تتناول قضايا سياسية معاصرة، ومؤلفًا واحدًا في الإعلام،(6) كتب تربوية وتعليمية ، و(23) مؤلفًا يعالج قضايا المرأة .(30) مؤلفًا في تصحيح الخطاب الإسلامي، و(6) تقارير، ودراسة نقدية تاريخية، ومؤلفان في المناهج الدراسية، ومؤلفًان  في التاريخ الأُسري ( هذا الكتاب) أحدههما صدر من هذه المؤلفات (22) مؤلفًا، هي:

*مسيرة المرأة السعودية إلى أين؟ (جزءان) عام1402/1983م ، ونفذت الطبعة الأولى منه في أقل من عام، وقرر على طالبات السنة الثانية بجامعة الإمام، وصدرت الطبعة الثالثة عام وعام 1404ه، وصدر الجزء الثاني عام 1424ه/2003م.3. المرأة بين الإفراط والتفريط عام 1404ه1983.

والثانية عام 1404/ 1984م 4. من عمق الروح وصلب الفكر ، صدر عام 1405هـ ـ/1985م.

*دور المرأة المسلمة في وضعنا الراهن، صدر عام 1407ه/ 1987م.

*بناء الأسرة المسلمة  صدر 1405هـ/ 1985م.

*إحسان عبد القدوس بين العلمانية والفرويدية: الناشر:دار الفجر الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1411هـ 1990م المرأة المسلمة ومواجهة تحديات العولمة، صدر سنة 1424ه2003م.

*الإعلام في العالم الإسلامي الواقع …والمستقبل ، صدر سنة 1424ه/ـ2003م.

*التيار الإسلامي  في شعر الشاعر عبد الرحمن  العشماوي.

*وزواج المسيار صدر عام 2010م ، المؤلفات الأربع الأخيرة مننشورات مكتبة العبيكان.

*تنمية القدرات اللغوية لدى الطفل صادر عن مركز الراية للتنمية الفكرية  ضمن  كتاب ” ما لا نعلمه لأولادنا “يشترك فيه عدد من الكتاب والكاتبات، صدر سنة 1424هـ ـ 2003م

*من وراء أحداث سبتمبر؟

*الأيدي الخفية

*وماذا بعد يا قدس ؟

*تساؤلات إلى الحاحام ديفيد وايس ووقفات معه، والمؤلفات من 11-15 صدرت في عام 1424ه/ 2003.

*الإرهاب “أهدافه ـ منابعه ـ كيف نحصن أولادنا من الوقوع في مستنقعه؟.

*الرد على الدكتورة نوال السعداوي، نشر ضمن كتاب المواجهة “د. نوال السعداوي في قفص الاتهام للأستاذ ياسر فرحات ،نشرته دار الروضة بالقاهرة عام 1993م. المرأة ماذا يُراد لها ؟ وماذا يُراد منها؟ سنة 1425هـ

*حوار الآباء مع الأبناء حق للأبناء ، مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.

*المرأة في المملكة العربية السعودية بين الواقع والتقارير الدولية، المؤلفان الأخيران صدرا عن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.

*كتاب اليكتروني: قراءة متأنية في بعض المناهج الدراسية في المملكة العربية السعودية

*المرأة المسلمة والعولمة.

*المدينة المنورة وقصة آل حمّاد( جزءان) كتاب اليكتروني في التاريخ الأُسري(تاريخ أسرة آل حمّاد)

 المدينة المنورة وقصة آل حمّاد(جزءان)

غلاف كتاب الإعلام في  العالم الإسلامي بين الواقع والتاريخ

السيرة النبوية في كتابات المستشرقين”دراسة منهجية  تطبيقية على المدرسة الإنجليزية

 غلاف كتاب حوار الآباء مع الأبناء حق للأبناء                    

غلاف كتاب ما لا نعلمه لأولادنا

غلاف كتاب قراءة متأنية في بعض المناهج الدراسية في المملكة العربية السعودية

غلاف كتاب التيار الإسلامي في شعر عبد الرحمن العشماوي  

غلاف كتاب فكر توفيق الحكيم تحت مجهر التصور الإسلامي 

  غلاف كتاب إحسان عبدالقدوس بين العلمانية والفرويدية

 غلاف كتاب من عمق الروح وصلب الفكر

غلاف كتاب الأيدي الخفية

 غلاف كتاب من وراء أحداث سبتمبر؟ 

غلاف كتاب الإرهاب

 غلاف زواج المسيار

غلاف كتاب تساؤلات إلى الحاخام ديفيد وايس ووقفات معه

 غلاف مسيرة المراة السعودية الى اين ؟

 غلاف كتاب وماذا …بعد يا قدس؟ 

 غلاف بناء الأسرة المسلمة

 غلاف سقوط بغداد

 غلاف المراة ماذا يراذ منها ؟ وماذا يراد لها ؟

غلاف كتاب مسيرة المراة السعودية الي اين ؟ ج٢

 

غلاف كتاب المراة المسلمة ومواجهة تحديقات العولمة

 

غلاف كتاب دور المراة المسلمة في وضعنا الراهن

 

رسائل بعض الأدباء والمفكرين حول بعض مؤلفاتي

معالى د. محمد عبده يماني     

خطاب تهنئة معالى د. محمد  عبده يماني الدكتورة  سهيلة حمّاد

معالى أ.عمرو موسى  

 خطاب من معالي الأستاذ عمرو موسى  للدكتورة سهيلة يشيد بكتاب من وراء أحدث سبتمبر؟

أ/ أحمد جمال

خطاب أ.أحمد جمال للدكتورة سهيلة يشيد ببعض مؤلفاتها

الشيخ حمد الجاسر           

خطاب الشيخ حمد الجاسر

ما كتبه الأديب الشاعر والمؤرخ الدكتور محمد العيد الخطراوي عني في كتابه ” أسرة الوادي المبارك في الميزان وهو من أساتذتي، فقد درسني علوم اللغة العربية في المرحلتين المتوسطة والثانوية

الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير :حصلت على (27) شهادة تقدير جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للمرأة السعودية المتميزة في قطاع البحوث والدراسات من مركز الأميرة جواهر بنت نايف‎ في  عام 2017م

شهادة تقدير من المهرجان الوطني للتراث والثقافة للدكتورة سهيلة زين العابدين حمّاد عن مشاركتهاعام 1410هـ

شهادة شكر وتقدير من منتديات التعليم السعودي للدكتورة سهيلة زين العابدين حمّاد على الدعم إعلاميًا حملة المطالبة المساواة في حقوقهن الوظيفية لمدة عام كامل

 شهادة تقدير من مؤتمر الأدباء السعوديين الثاني بجامعة أم القرى  للدكتورة سهيلة زين العابدين حمّاد هام 1419هـ

شهادة تقدير من أندية الفتيات بالشارقة  للدكتورة سهيلة

*كًرّمت بجائزة سيدتي للإبداع عام 2016.

*كرمت في مؤتمر الأدباء السعوديين الثاني الذي أقامته جامعة أم القرى بمكة المكرمة مع رواد الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية عام 1419هـ، كأول أديبة تكرم .

*كُرِّمت في نادي المدينة الأدبي عام 1421هـ .

*كرِّمت من قبل القسم النسوي بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة في الثامن والعشرين من شهر ذي الحجة عام 1423هـ.

*كرمت من قبل وزارة الحج كأفضل دليلة لعام 1427هـ / 2006م.

*كُرِّمت في اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجة بتارخ 28/3/1428هـ كثاني امرأة تكرِّمها الاثنينية.

فيديو إهداء الدكتورة سهيلة زين العابدين حماد تكريم الاثنينية لها لوالديها رحمهما الله.

في حفل تكريمي في اثنينية الخوجة والدكتور سهيل قاضي يستلم مشكورًا هديتي ،وهي مصحف شريف نسخة نادرة بتاريخ 28/ 3/ 1438هـ.

كُرّمت في جمعية أم المؤمنين بإمارة جمعان في اليوبيل الفضي ليوم العلم الذي نظمته جمعية أم المؤمنين يوم 6\4\2011 م ، تحت شعار العلم عطاء وإحسان برئاسة حرم صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان الشيخة فاطمة بنت زايد بن صقر آل نهيان رئيسة جمعية أم المؤمنين النسائية بعجمان.

برنامج وثائقي عن د. سهيلة زين العابدين حمّاد في برنامج من الخليج بقناة LBC

بحوث ودراسات عن صاحبة السيرة

أُعِدَّت عدة بحوث ودراسات، وفصول في رسائل جامعية ماجستير ودكتوراة عن صاحبة السيرة في جامعات داخل المملكة العربية السعودية، وبعض الجامعات الأمريكية واليابانية الأوروبية( فرنسا، بريطانيا، أسبانيا، النرويج).

صور وفيديوهات لبعض مشاركات الدكتورة سهيلة زين العابدين حمّاد لبعض المؤتمرات والبرامج التلفزيونية

صورة جماعية للمشاركات في انطلاقة أوقفوا العنف ضد  المرأة من تنظيم الأمم المتحدة بالأردن عام 2004م

على يساري في الصورة النائبة في البرلمان المغربي أ. جميلة مصلي

أثناء مشاركتي في  المؤتمر الدولي الخامس عن المرأة الذي نظمه المنتدى العالمي .

للوسطية بالأردن في الفترة 25ـ- 26 / 7/ 2009م

ثناء إلقاء ورقتي في مؤتمر جمعية لسان العرب بمبنى جامعة الدول

بالقاهرة عام 1999م وعلى يسار معالي الدكتور راشد الراجح  العربية بالقاهرة

أثناء تقديمي لورقة عمل لمؤتمر ” المرأة في المجتمعات العربية” الذي نظّمه المركز الأعلى للبحوث

بجامعة الروح القدس الكسليك ببيروت  في الفترة  من 23- 26  أكتوبر عام 2012م بورقة عمل

” المرأة المسلمة بين النص الديني والواقع الاجتماعي “.

مشاركتي في ندوة نادي مكة الأدبي ” خطابنا الثقافي  قراءة  الحاضر واستشراف المستقبل المنعقد في مكة المكرمة

في الفترة من 14-16 /5/1429هـ،وذلك ببحث بعنون ” المرأة و … خطابنا الثقافي قراءة للواقع المعايش ورؤية للمستقبل

أثناء تقديمي لورقة عمل ” المرأة والقيادة السياسية ” قراءة في مفهوم الولاية ” ” في مؤتمر ” قضايا ا

المرأة: نحو اجتهاد جديد” الذي نظمته مكتبة الإسكندرية في الفترة من 10- 11 فبراير عام 2013 م.

وهذا رابط ورقة العمل

https://www.youtube.com/watch?v=UTyPeLue1zo&t=601s

مع معالي الوزير المفوض في سفارة اليابان هيروشي أوكان في مقر الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالرياض

مع سعادة قنصل السفارة الأمريكية غي مقر الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالرياض

الجزء الأول من لقاء المذيعة السيدة ريم بساطي في برنامج سيدتي بروتانا خليجية

مع المفكرة والمؤرخة الدكتورة سهيلة زين العابدين حمّاد

m.b.c بعد اللقاء الذي أجرته أ.منى م د.سهيلة بمناسبة اليوم

د. سهيلة زين العابدين حمّاد في برنامج مسايا لجين بقناة إس بي سي

السعودية تتحدث مع المذيعة أ. لجين عمران عن اشتراط العصمة بيد المرأة

في عقد الزواج بتاريخ 11/12/ 2019م

https://www.youtube.com/watch?v=yUx-GtGP6Sw

تعليق فضيلة الشيخ علي الطنطاوي في برنامجه التليفزيوني ” نور وهداية” على بحثي فكر توفيق الحكيم تحت مجهر التصور الإسلامي الذي نشر في ملحق الندوة الأدبي على مدى ثلاث سنوات من عام 1406- 1408هـ ، وكان هذا عام1408هـ.

https://www.youtube.com/watch?v=HQC7v_fR4WI

تعليق فضيلة الشيخ علي الطنطاوي في برنامجه التليفزيوني ” نور وهداية” على بحثي فكر توفيق الحكيم تحت مجهر التصور الإسلامي الذي نشر في ملحق الندوة الأدبي على مدى ثلاث سنوات من عام 1406- 1408هـ ، وكان هذا عام1408هـ.

https://www.youtube.com/watch?v=HQC7v_fR4WI

مع بعض الإعلاميين والإعلاميات

مع الإعلامي الأستاذ سعود الدوسري(رحمه الله) والإعلامية الأستاذة إيمان منديل في برنامج من الرياض بقناة  اليوم بأوربت، موضوع الحلقة عن الإرهاب وكيف نُنمّي الحس الوطني في شبابنا

رابط الحلقة (ج1)

    https://www.youtube.com/watch?v=poQ4nIUQQJk

2

https://www.youtube.com/watch?v=kTYCRUbOfzw

3

https://www.youtube.com/watch?v=HdvgjHpxCy8

برنامج ياهلا بروتانا خليجية ، وهذا رابط الحلقة

https://www.youtube.com/watch?v=xa-HKIlUc2M

د. سهيلة حمّاد مع الإعلامي مفرّح الشقيقي في برنامج يا هلا بقناة روتانا خليجية ومناقشة قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة،

د. سهيلة حمّاد مع الإعلامي  خالد العقيلي  في برنامج يا هلا أثناء نقاش مع موضوع المطالبة بإلغاء الوصاية والولاية على المرأة، وهذا رابط

الحلقة عام 2015م

https://www.youtube.com/watch?v=kDREAVDbDVY

د. سهيلة زين العابدين حمّاد في برنامج مسايا لجين بقناة إس بي سي

السعودية تتحدث مع المذيعة أ. لجين عمران عن اشتراط العصمة بيد المرأة

في عقد الزواج بتاريخ 11/12/ 2019م

https://www.youtube.com/watch?v=yUx-GtGP6Sw

  مع الإعلامي الأستاذ محمد بركات في أوّل ظهورتلفزيوني لي في برنامج مواجهات بقناة اقرأ عام 1999م

ج1

https://www.youtube.com/watch?v=XKKotV9g2oI  1

مع الإعلامي خالد العقيلي في برنامج ياهلا يناقشان حق المرأة في ولاية القضاء ، وهذا رابط الحلقة

https://www.youtube.com/watch?v=FitHDYG0nJs

د. سهيلة زين العابدين حمّاد مع الإعلامي سعود الدوسري (رحمه الله) في برنامج نقطة تحول في قناة إم بي سي يتناقشان في موضوع

تصحيح الخطاب الإسلامي، وهذا رابط الحلقة

      https://www.youtube.com/watch?v=aDLqRaKOPC4

في عام 2013 م في برنامج صباح السعودية بالقناة السعودية الاولى ناشدت الدكتورة سهيلة زين العابدين حمّاد إصدار قرارتعيين المرأة السعودية عضوة في مجلس الشورى

https://www.youtube.com/watch?v=mZGX6fK12JE

د. سهيلة زين العابدين حمّاد مع الإعلامية مجدولين عيسى في برنامج إنجازات بقناة الاقتصادية ، سُجلت الحلقة عام 2008م ، وهذا رابطها

https://www.youtube.com/watch?v=JWyTRRYuf6w(ج1) https://www.youtube.com/watch?v=gycOO6DZ20s (ج2)

د. سهيلة زين العابدين حمّاد مع الإعلامية فضيلة سويسي في برنامج مثير للجدل بقناة أبي ظبي مع ضيوف الأساتدة حسني عبيد وجمال الشاعر وحياة الحويك،  يتحدثون عن الصورة النمطية للعرب التي بُثّت في 15 يونيه عام 2011م .وهذا روابط أجزائه الخمسة

(ج1)

https://www.youtube.com/watch?v=9PMuEsJTIkk

(2)

 https://www.youtube.com/watch?v=90Rl3Rl7Xqo

(ج3)

 https://www.youtube.com/watch?v=_ooWHk6cM1o

(ج4)

 https://www.youtube.com/watch?v=rSrnp1WvC_c

(ج5)

 https://www.youtube.com/watch?v=5qX6whxILPU

د. سهيلة زين العابدين حمّاد ضيفة برنامج الجامعة في الموسم الثاني ج1

https://www.youtube.com/watch?v=N3JKO5CahmY

د.سهيلة زين العابدين حمّاد ضيفة برنامج الجامعة في قناة يا هلا أوسن الموسم الثاني ج2

https://www.youtube.com/watch?v=IpQezElmOP4

د.سهيلة زين العابدين حمّاد ضيفة برنامج الجامعة في قناة يا هلا أوسن الموسم الثاني ج 3

https://www.youtube.com/watch?v=_8mX4NeuM9k

الاصلاح في الاسلام تجارب قديمة وحديثة   للقناة الثنية الهولندية ج1

https://www.youtube.com/watch?v=zH-ROFmflsI  ج3

علماء السلف مثل ابن تيمية درسوا على يد نساء !!! د سهيلة زين العابدين

https://www.youtube.com/watch?v=eurBiPg74-I&t=39s

د.سهيلة تتحدث في مواجهات بقناة اقرأ عن حقوق المرأة السعودية السياسية وعضويتها في الشوري عام 2004ج1

https://www.youtube.com/watch?v=dLF12p07O6o

https://www.youtube.com/watch?v=-UgKFJw4gOg  ج3

https://www.youtube.com/watch?v=vIGWG5RFZXA&t=125s ج4

https://www.youtube.com/watch?v=vIGWG5RFZXA

د.سهيلة حمّاد تتحدث عن ما يريده الغرب للمرأة السعودية في حديثها عن الحقوق السياسية للمرأة في مواجهات بقناة إقرأ ج5

https://www.youtube.com/watch?v=GEzc03LPlaU

د.سهيلة حمّاد تواصل حديثها مع الإعلامي محمود سعد في برنامج اليوم السابع بm b c عن التطليق لعدم الكفاءة عن النسب. ج1

https://www.youtube.com/watch?v=12RJzRbuLoU

 ج2  https://www.youtube.com/watch?v=sTAzpbpRiv4

الجزء الأول من حفل تكريم إثنينية معالي الشيخ عبد المصود خوجة للدكتورة سهيلة زين العابدين حماد عام 2007

https://www.youtube.com/watch?v=NQUq6Qsr-jQ&t=20s

كلمة معالي الشيخ عبد المقصود خوجة في حفل تكريم الإثنينية للدكتورة سهيلة زين العابدين حماد عام 2007 جزء 2

https://www.youtube.com/watch?v=IDNo3A0MyGM

كلمة معالي الدكتور سهيل قاضي في حفل تكريم إثنينية معالي الشيخ مقصود خوجة جزء 3

https://www.youtube.com/watch?v=62CRDtYc30w

كلمة معالي الدكتور محمد عبده يماني ـ رحمه الله ــ في حفل تكريم إثنينية معالي الشيخ عبد المقصود خوجة للدكتورة سهيلة زين العابدين حماد جزء 4

https://www.youtube.com/watch?v=CKr_GeqZaGg

جزء 5 من حفل تكريم الإثنينية للدكتورة سهيلة زين العابدين حماد عام 2007م ويحوي على كلمات الأستاذات نازك إمام ومزين حقي حرم الأستاذ أحمد عبد الغفور عطّار رحمه الله.

https://www.youtube.com/watch?v=9Q6ttXlQnUA

https://www.youtube.com/watch?v=NQUq6Qsr-jQ&t=20s

صور مع بعض الشخصيات النسائية السعودية والعربية

د. سهيلة حماد مع الفائزات في جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للمرأة السعودية المتميزة بالرياض عام 1438ها/ 2017م

د. سهيلة زين العابدين حماد مع بعض المكّرمات في جائزة سيدتي للآبداع بالرياض عام 2016م

عضوات اللجنة الاستشارية لتقويم آداء جامعة الملك سعود بالرياض التي تكّونت عام 2012 يمين الصورة البروفسورة سميرة إسلام وفي الوسط د. ناهد طاهر ،ود. سهيلة يسار الصورة والبروفسورة لمياء الشافعي عضوة باللجنة لكنّها لم تظهر في الصورة

مع الإعلامي الأستاذ سعود الدوسري(رحمه الله) والإعلامية الأستاذة إيمان منديل في برنامج من الرياض بقناة  اليوم بأوربت، موضوع الحلقة عن الإرهابوكيف نُنمّي الحس الوطني في شبابنا

 https://www.youtube.com/watch?v=poQ4nIUQQJk،

 رابط الحلقة (ج1)

https://www.youtube.com/watch?v=kTYCRUbOfzw

(2)

https://www.youtube.com/watch?v=HdvgjHpxCy8

(ج3)

 

مع الإعلامي جمال المعيقل في برنامج يا هلا بقناة روتانا خليجية  إحدى حلقات برنامج يا هلا عن قصور الخدمات التعليمية

https://www.youtube.com/watch?v=xa-HKIlUc2M

من إسهاماتي الأدبية

التصدي للحداثة

فقد تصدّيتُ للحداثة ودعاتها وفنّدت أفكارهم وبيّنتُ مخاطر ما يدعون إليه من خلال شعر وقصص وكتب بعضهم، وخُضتُ مع بعضهم معارك أدبية ، نُشرت في حينها في بعض الصحف السعودية .

التعريف بسلسلة الفكر العربي تحت مجهر التصور الإسلامي

 هذه السلسلة أمضيتُ في كتابتها أكثر من ثلاثين عامًا لوضع نظرية نقدية للأدب من المنظور الإسلامي ،وتنقيته من شوائب التغريب والإلحاد لتعود إليه هويته العربية والإسلامية، وهي تشمل الجانبيْن التنظيري والتطبيقي.

الجانب التنظيري

ويقصد بالجانب التنظيري ،تعريف الأدب الإسلامي ووضع أسسه وقواعده ،وموضوعاته ،وكيفية إعداد الأديب الإسلامي والأديبة الإسلامية ؟ووضع نظرية إسلامية في النقد الأدبي منبثقة من تعريفه ،مع بيان أسس وقواعد هذه النظرية ،و يشمل هذا الجانب المؤلفات التالية

الأدب الإسلامي …علام الاختلاف عليه

اكتشاف الموهبة الأدبية لدى الطفل وتنميتها

كيف نعد الأديب الإسلامي

ما الأدب ؟ومن الأديب

أخلاقيات الكتابة الأدبية

المرأة الأديبة بين قهر الرجال وإهمال النقاد

المذاهب الأدبية الغربية وأثرها على الفكر العربي

التصور الإسلامي للخالق جلّ شأنه وللإنسان وللكون وللحياة

الجانب التطبيقي

ويقصد به تطبيق النظرية الإسلامية في النقد الأدبي -والتي أطلقتُ عليها “نظرية التصور الإسلامي في النقد الأدبي”-على أعمال بعض الأدباء والأديبات بهدف تنقية أدبنا العربي مما علق به من شوائب التغريب والإلحاد بوضعه تحت مجهر التصور الإسلامي ، وتوضيح مدى بعده أو خروجه أو مخالفته لهذا التصور لأخذه بالمذاهب الغربية على علاتها ،ويشمل أيضاً دراسة شعر بعض الشعراء السعوديين الذين التزموا بالمنهج الإسلامي في شعرهم مثل الشاعر محمد حسن فقي ، والشاعر عبد الرحمن العشماوي، ويشمل هذا الجانب المؤلفات التالية

الحياة الأدبية والفكرية في العالم العربي منذ حملة نابليون بونابرت على مصر إلى نهاية القرن العشرين

فكر توفيق الحكيم تحت مجهر التصور الإسلامي

إحسان عبد القدوس بين العلمانية والفرويدية

نجيب محفوظ بين الواقعية الاشتراكية والرمزية

التأثير الغربي على فكر الدكتور طه حسين

فقر فكر الدكتور يوسف إدريس

قراءة منصفة لفكر قاسم أمين

أدونيس بين الإباحية والإلحاد

شعر الشاعر محمد حسن فقي بين غزارة الإنتاج وعمق المعنى

د. نوال السعداوي بين الإباحية والفرويدية

صورة المرأة في الأدب العربي المعاصر

مغالطات الدكتورة سيدة كاشف في كتابها مصادر التاريخ الإسلامي ومناهج البحث فيه والرد عليها.21. قراءة في كتاب المرأة واللغة للدكتور عبد الله الغذَّامي

توظيف الأسطورة في القصة والرواية السعودية ” الأصلة وطريق الحرير وخاتم وستر لرجاء عالم أنموذجًا “

أثر الليبرالية الغربية على الفكر السعودي” الأستاذ محمد علي المحمود أنموذجًا”

مناقشة هادئة مع الدكتور نجيب الكيلاني حول توفيق الحكيم وطه حسين

التيار الإسلامي في شعر العشماوي (صدر عن مكتبة العبيكان)

مؤلفات أدبية أخرى

حديث الذكريات

سيرة ذاتية

خواطر وخلجات نفس

حوار حول قضايا أدبية ولغوية وفكرية واجتماعية من جزئين

مدارات معاصرة

معاركي الأدبية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشر على مدى ثلاثة سنوات في ملحق الندوة الأدبي الذي تصدره جريدة الندوة بمكة المكرمة. ويعد هذا البحث أول دراسة تطبيقية للنظرية الإسلامية في النقد الأدبي ، وقد أخضعت هذا البحث للدراسة إحدى الباحثات الليبيات في أطروحتها للدكتوراة المتقدمة بها إلى إحدى الجامعات الأمريكية. كما أنّه مرشح للترجمة في إحدى الجامعات الأمريكية. وقد تابعه فضيلة الشيخ علي طنطاوي رحمه الله  على مدى ثلاث سنوات ، وقال عنه في إحدى حلقات برنامجه التلفزيوني الأسبوعي ” نور وهداية التي أذيعت عام 1408هـ :” أنّه من أدّق الدراسات النقدية التي قرأها.
هذا فيديو لفضيلة الشيخ على الطنطاوي يشيد ببحث فكر توفيق الحكيم تحت مجهر التصور الإسلامي،, قال عنه من أدّق الدراسات النقدية التي قرأها، وذلك في برنامجه التلفزيوني “نور وهداية ” وأذيعت الحلقة عام 1408هـ  https://youtu.be/HQC7v_fR4WI
نشر عن دار الفجر الإسلامية بالمدينة المنورة التي أسسها أخي سامي رحمه الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجال البحثي

دراسات ومؤلفات إسلامية وتاريخية ، واستشراقية وأدبية ونقدية واجتماعية وسياسية وإعلامية وتربوية وتعليمية، وحقوقية، وفي الثقافة الإسلامية

دراسات أعدت عن فكر المفكرة والباحثة والناقدة الأدبية

كتب عنها العديد من البحوث والدراسات ، قدمت أطروحات عن فكرها في الماجستير والدكتوراة في جامعات سعودية وأمريكية وأوربية ويابانية، ودانمركية وأسبانية

الأديبة الإسلامية وقضايا الأمة ” الأديبة سهيلة زين العابدين حمَّاد ـ نموذجاً ـ إعداد الدكتورة رجاء محمد عودة ،قسم اللغة العربية ـ جامعة الملك سعود بالرياض ،وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية ،وقد قدم هذا البحث إلى الملتقى الدولي للأديبات الإسلاميات الذي نظمته لجنة الأديبات الإسلاميات لرابطة لأدب الإسلامي العالمية ،والذي عقد في القاهرة في الفترة منن 31/7 إلى 1/8 /1999م ،وكان تحت رعاية فضيلة الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر، ص 187- 212.وأصدرته رابطة الأدب الإسلامي العالمية  في كتاب عن مكتبة العبيكان ضمن بحوث الملتقى الدولي الأول للأديبات الإسلاميات في كتاب بعنوان : ” أدب المرأة ـ دراسات نقدية “وقد صدر عام 1428هـ / 2007م، ( ص 187- 213)

الجهود النقدية للكاتبة الأديبة سهيلة زين العابدين حمّاد في دراسة الفكر المضاد للأدب الإسلامي ونقده، إعداد الأستاذ شمس الدين حسن درمش ،عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية ،وقد شارك به في الملتقى الدولي الأول للأديبات الإسلاميات برابطة الأدب الإسلامي العالمية

الإسهام في مسيرة الأدب الإسلامي إبداعاً ودراسة ونقداً ” الأديبة السعودية سهيلة زين العابدين حمَّاد / نموذج ،إعداد الدكتورة نادية بنت إبراهيم بخاري ،أستاذ مساعد البلاغة والنقد بقسم اللغة العربية بكلية التربية للبنات الأقسام الأدبية بمكة المكرمة ،وعضو برابطة الأدب الإسلامي العالمية ،وقد شاركت به في الملتقى الدولي الأول للأديبات الإسلاميات

إطلالة على فكر أديبة / الأديبة سهيلة زين العابدين حمَّاد ،إعداد الأستاذ جمعان بن عائض الزهراني ،ونشرت على حلقات في ملحق الندوة الأدبي التي تصدر في مكة الكرمة في الفترة من 30 /5/1406هـ إلى 27/7/1406هـ

المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ أحمد عبد الغفور عطّار : ثلاث كتب قيمة للأستاذة سهيلة زين العابدين حمّاد ،نشر في جريدة المدينة المنورة العدد 6492 الصادر يوم الجمعة 20 ربيع الثاني سنة 1405هـ

المفكر الإسلامي والأديب  الأستاذ أحمد عبد الغفور عطَّار ،تحية وتكريم لسهيلة زين العابدين حمَّاد” ،عن دراسة فكر توفيق الحكيم تحت مجهر التصور الإسلامي ،نشر في جريدة البلاد التي تصدر في جدة ،العدد 8506 الصادر يوم السبت 7 رجب عام 1407هـ الموافق 7 مارس عام 1987م

المفكر الإسلامي والأديب الأستاذ أحمد عبد الغفور عطّار :” سهيلة أفهم للحلال والحرام من أقطاب الأدب الحديث”،عن دراسة فكر توفيق الحكيم تحت مجهر التصور الإسلامي ، نشر في جريدة البلاد الصادرة بتاريخ 5رمضان عام 1407هـ الموافق 2مايو عام 1987م

المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ أحمد محمد جمال :عندما تتحدث المرأة عن نفسها،عن ما كتبته الأديبة عن ” المرأة المسلمة والإبداع ” نشر في جريدة الندوة بتأريخ 28/11/ 1406هـ

الكاتب الإسلامي الكبير الأستاذ أحمد محمد جمال : “عندما تتحدث المرأة العاقلة” ،عن محاضرة “دور المرأة المسلمة في وضعنا الراهن ” ،ونشر في جريدة المدينة المنورة العدد 7338 الصادر في 5 شوَّال عام 1407هـ

الدكتور محمد علي البار : دور المرأة المسلمة ” حس سهيلة الإسلامي العميق جعلها  تصطدم بالفكر الليبرالي والوجودي ،نشر في جريدة المدينة المنورة التي تصدر في جدة ،العدد 7928 الصادر بتاريخ 11 جمادي الآخرة عام 1409هـ

الأديب والشاعر الكبير الأستاذ محمد عبد الله المليباري : “قراءة في كتب سهيلة حمَّاد” ، نشر في جريدة الندوة التي تصدر بمكة المكرمة ،والصادرة في 23 جمادي الأولى عام 1405هـ

الأديب القاص محمد فتحي حامد ” سهيلة زين العابدين إشراقة مضيئة على جبين الأدب الإسلامي “،نشر في جريدة النداء الدولية التي تصدر في القاهرة ،العدد التاسع عشر ،الاثنين أول يونيو 1998م

الأستاذ محمد الفريان : “سهيلة اسم احفروه في الذاكرة “،عن دراسة فكر توفيق الحكيم تحت مجهر التصور الإسلامي، جريدة المسائية التي تصدر في الرياض ، العدد الصادر 19 رمضان 1406هـ الموافق 27 مايو 1986 م ، العدد 1357

الأستاذ منصور صالح قبوري : قراءة في كتب ” سهيلة زين العابدين حمَّاد ” كاتبة مسلمة تنصف المرأة ،الملحق الأدبي بجريدة الندوة التي تصدر في مكة المكرمة ،العدد الصادر في 24 رجب سنة 1405هـ

الأستاذ محمد حسن بريغش : دعوة للنهوض بالأدب الإسلامي “عن دراسة فكر توفيق الحكيم تحت مجهر التصور الإسلامي” ،ملحق الأدب الإسلامي لمجلة الرائد التي تصدر في الهند عدد شوال وذي القعدة 1408هـ

الكاتب الإسلامي الأستاذ عبد المؤمن محمد النعمان :” محاضرة قيمة لمحاضِرة رصينة” عن محاضرة دور المرأة المسلمة في وضعنا الراهن ،نشر في ملحق الأربعاء الذي يصدر عن جريدة المدينة بتأريخ 6/ 8 / 1403هـ

الأستاذ عبد المؤمن محمد النعمان :” تعليم المرأة مطلب حضاري ولكن “عن “كتاب ” بناء الأسرة المسلمة” الذي نشر في جريدة المدينة على حلقات تحت عنوان ” المرأة المدنية في مفترق الطرق “،وقد نشر مقال الأستاذ عبد المؤمن في العدد 5862 من جريدة المدينة المنورة الصادرة بتاريخ 28 جمادي الثانية عام 1403هـ

الأستاذة سها عبد الحميد : ” سهيلة زين العابدين “،عن النظرية الإسلامية في النقد الأدبي وتطبيقها على رواد الأدب العربي ،الرائد ،مجلة تصدر بالعربية في ألمانيا

قراءة في “كتاب بناء الأسرة المسلمة لسهيلة زين العابدين “،جريدة عكاظ العدد 6753 الصادر يوم السبت بتاريخ 16 /3/1405هـ الموافق 8/12 1984م

“سهيلة زين العابدين واضحة الاتجاه  تتوخى رضا الله فيما تكتب “للدكتورة ابتسام عبد الرحمن حلواني ،وكيلة كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة،بالمملكة العربية السعودية

محمود رداوي : دراسات في الكتاب السعودي ” سهيلة زين العابدين حمَّاد ” المرأة بين الإفراط والتفريط”، المجلة العربية

لسهيلة زين العابدين حمَّاد : المرأة بين الإفراط والتفريط” ،جريدة المدينة المنورة ،العدد 6076الصادر يوم الثلاثاء 11 صفر عام1404 هـ

مرفت خليفة :” المرأة بين الإفراط والتفريط للكاتبة السعودية سهيلة زين العابدين حمَّاد” ،نشر في جريدة عكاظ

الأستاذ محمد موسم المفرجي : سهيلة والالتزام الأدبي،” عن دراسة فكر توفيق الحكيم تحت مجهر التصور الإسلامي ،نشر في ملحق الندوة الأدبي ،الصادر يوم 22 رمضان 1408 هـ الموافق 8 مايو سنة 1988م

الأديبة القاصة الأستاذة وفاء الطيب : “سهيلة … وإرهاصات الأدب تحت المجهر” ،نشر في جريدة المدينة المنورة العدد 13434 الصادر في 28 شوال 1420 هـ الموافق 3 فبراير عام 2000م

الأستاذة نجاح محمد إبراهيم : من المكتبة السعودية “المرأة بين الإفراط والتفريط تأليف سهيلة زين العابدين حمّاد “،المجلة العربية

الدكتور محمد علي البار :” عمل المرأة في الميزان” ،الناشر الدار السعودية للنشر

الدكتور عوض القرني : “الحداثة في ميزان الإسلام”

عبد الكريم بن حمد بن إبراهيم الحقيل : “من أدب المرأة السعودية”،الطبعة الأولى سنة 1403هـ ـ الرياض

محمد فتحي : “تهافت النقاد” ،الناشر الفاروق الحديثة للطباعة والنشر ،ط1 ،سنة 1422هـ ـ 2001م ،القاهرة ـ مصر

محمد موسم المفرجي :” المرحلة “،ط1 1422هـ ـ 2001م

الكاتب الإسلامي الكبير محمد صالح جمال :زاوية في الأسبوع مرة  “من عمق الروح وصلب الفكر” ،جريدة الندوة ،27 /6/1405هـ

الكاتب الإسلامي الكبير محمد صالح جمال : زاوية في الأسبوع مرة ،عن كتاب بناء الأسرة المسلمة ” ،جريدة الندوة ،6/4/1405هـ

الأديب الكبير الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين : في زاويته الأسبوعية ” معالم ” في جريدة البلاد “عن مسيرة المرأة السعودية ..إلى أين ؟ ،وبناء السرة المسلمة ،والمرأة بين الإفراط والتفريط “،جريدة البلاد 17/6 /1405هـ الموافق 8/1/1985م،العدد رقم 7846

جريدة المدينة المنورة العدد 5113 في 12/3/1401هـ ،صفحة ذات الخمار ،نهضة المرأة السعودية في الصحافة الأمريكية ” واشنطن بوست تستدل برأي للكاتبة سهيلة زين العابدين ،وللأستاذة فاطمة شقير”,كان ذلك حول رأي الأديبة في عمل المرأة ،وفق ما كتبته في “مسيرة المرأة السعودية إلى ..أين ؟ ” الجزء الأول.

فضيلة الشيخ علي الطنطاوي ـ رحمه الله ـ في برنامجه التلفزيوني ” نور وهداية ” تحدث عن دراسة فكر توفيق الحكيم تحت مجهر التصور الإسلامي ،وقال عنها أنَّها أدَّق دراسة نقدية قرأها في حياته،وقال “إنَّ النقد تحت مجهر التصور الإسلامي ينبغي أن يُطبَّق على جميع الأدباء كبيرهم وصغيرهم ،وأذيعت الحلقة في القناة الأولى للتلفزيون السعودي يوم الجمعة الثاني عشر من شهر شوَّال عام 1408 هـ.

المراجع التي يمكن الرجوع إليها لمعرفة سيرة الأديبة

1.حديث الذكريات ،سيرة ذاتية ،من تأليف سهيلة زين العابدين حمَّاد،معد للطبع.

2.معجم الأدباء الإسلاميين ،إعداد الأستاذ أحمد الجدع ،الطبعة الأولى.

3.دليل الكاتب السعودي ،جمعية الثقافة والفنون ،الرياض ـ المملكة العربية السعودية.

4.دليل مكتبة الأدب الإسلامي ،الجزء الأول ،رابطة الأدب الإسلامي .

5.المواجهة ” الدكتورة نوال السعداوي في قفص الاتهام ،تأليف الأستاذ ياسر فرحات.

6.Waman and Wards in

Saudi Arabia by Dr.

 Saddaka Arebi ( رسالة دكتوراة مقدمة في إحدى الجامعات الأمريكية.)

 8.قدِّمت عنها دراسة في جامعة أوتونوما بمدريد بأسبانيا.                        

  نماذج من فنون الخطابة والخواطر وأدب الرسائل

 أولًا : فن الخطابة

الكلمة التي ألقيتها في حفل تكريم الحافظات لعام 1406هـ ممّا قلته في هذه الكلمة: ” لستُ أدري ماذا أقول ؟ فالموقف الذي أقفه اليوم أكبر من الوصف ، وأعظم من الكلمات؛ إذ أجد نفسي عاجزة عن التعبير عمَّا أشعر به ، وأنا أقف في موقف تحفُّ به الملائكة لأتحدث إلى جمع اجتمع من أجل سماع كلام الله ، والتدبر في كتاب الله ، والتزود من معينه ، والهدي بهديه، ومثل هذا الجمع قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ، ويتدارسونه بينهم إلاَّ نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفَّتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ) رواه مسلم.”

فأية قريحة أدبية، وفصاحة بيانية، وجزالة لُغوية تستطيع وصف ما أشعر به الآن، وأنا أقف بين خير جمع اجتمع لأسمى هدف وأعظم غاية ،  غشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده؟

 إنَّه شعور امتلأ بالخشوع والرهبة، واقترن بالبِشر والغبطة، وكيف لا ، وأنا أرى أمامي هذا الحشد الكبير من السيدات الفُضليات قد حضرن ليس من أجل المباهاة، وإبداء مظاهر الترف، ولا من أجل سماع الغناء ونغمات الطرب، وإنَّما لسماع كلام الله، والتزود بزاد التقى والهدى، ومَّما زادني غبطة وسرورًا ، تشريف حفلنا هذا سمو الأميرة سارة العنقري حرم صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة لتشاركنا فرحتنا بتكريم المتفوقات من حافظات كتاب الله اللائي سيستلمن جوائزهن هدية منها لهن بيديها الكريمتيْن عند نهاية هذا الحفل، فيا سارة حقاً أنتِ سارة ، ويا سارة حقاً أنتِ بارة.

 سارة إذ أدخلت السرور إلى قلوبنا، وقلوب أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا ، وبارة إذ بررت بنساء طيبة الطيبة، وكنتِ قابلة منهن كل دعوة صادقة ، فقّدِمت ِ أهلاً وحللتِ سهلاً بين أهلك وأخواتك  وباسم جمعية تحفيظ القرآن الكريم النسائية بالمدينة المنورة أرحب بك ، وبكل الحضور أجمل وأطيب ترحيب ، وجزاكن الله أيتها الحاضرات خير الجزاء على كل خطوة خطتها أقدامكن لحضور مجلسنا هذا، مجلس العلم لتكريم أهل العلم.

ضيفاتنا الكريمات:

اسمحن لي أن أعطيكن فكرة موجزة عن مدارس تحفيظ القرآن للسيدات بالمدينة المنورة ، فكما يبدو لي أنَّ الكثيرات منكن لا يعرفن إلاَّ القليل عن هذه المدارس، وربما فوجئ بعضكن بوجود مثلها في المدينة المنورة عندما استلم بطاقة الدعوة لحفلنا هذا، فإليكنَّ قصة نشأتها.

 في سنة 1404هـ قدمت إلى المدينة المنورة سيدة فاضلة هي بحق نموذج للمرأة المسلمة المؤمنة التي نذرت نفسها لخدمة كتاب الله ، والعمل على نشر تعليمه، والحث على تعلمه، وهي السيدة الكريمة” نور بشناق”؛ إذ قدمت من أجل إنشاء مدرسة دار القرآن لتحفيظ القرآن الكريم للسيدات بالمدينة المنورة ، على غرار المدارس التي أنشأتها في الرياض وجدة ومكة مسقط رأسها، وقد تعاونت معها مشكورة جمعية طيبة الخيرية النسائية ، وتبنَّت المشروع ، وتولّت الإشراف عليها ، وأصبحت الجهة الرسمية المسؤولة عنها ، وعن ما أُنشئ من مدارس.

 وفي العام الذي يليه تبرع ثلاثة من أهل الخير بإنشاء مدارس أخرى ،هي :

مدرسة دار الإحسان بالحرة الشرقية ، ومدرسة دار الهدى بقباء الطالع، ومدرسة دار التقى بخط الهجرة .

وفي مطلع هذا العام أسّستُ مدرسة دار الفرقان بمركز حمَّاد السكني التجاري بقربان، ويبلغ مجموع عدد طالبات هذه المدارس  حوالي ستمائة طالبة من مختلف الجنسيات والفئات والأعمار والثقافات؛ إذ لا شروط للقبول على الإطلاق، فتوجد الأميات والصغيرات، وطالبات مختلف المراحل التعليمية من ابتدائية وإعدادية وثانوية، وجامعية، وتمثل السعوديات أقل نسبة من طالبات هذه المدارس مع أنَّه أحرى بهن الإقبال على مدارسة وتلاوة وتعلم كتاب الله، لأنَّ بلدهن مهبط الوحي، وقد كرّم الله العرب بإنزال كتابه بلغتهم، فأقل شيء نعمله تجاه هذا التكريم أن نكون أكثر الناس إقبالاً على تعلمه ومدارسته وتلاوته وتجويده، ولكن للأسف الشديد فنحن كما قال تعالى في سورة الفرقان على لسان نبيه الكريم: (وقال الرسول يا رب إنَّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا ) حقًا فلقد هجرناه فلم نتأدب بآدابه، ولم نتخلق بأخلاقه ، وبعضنا ـ وهذا البعض ليس بقليل  لم يمتثل لأحكامه وتشريعاته ، ولو التزمنا بها لما كانت حال الأمة الإسلامية التي هي عليها الآن؛ لذا فإنَّ مدارس تحفيظ القرآن عليها رسالة كبرى ومسؤولية عظمى، وهي غرس حب تعلم كتاب الله وحسن تلاوته وتجويده في نفوسنا لنغرس في نفوس الأجيال القادمة التي سنتعهدها بالتربية والتنشئة حب تعلم  ومدارسة وفهم كتاب الله وتلاوته أناء الليل وأطراف النهار ليتحلوا بأخلاقه ،وليتأدبوا بآدابه، لأنَّ من عاشر القرآن ولازمه، وتخلَّق بأخلاقه، وتأدب بآدابه، وسار على نهجه لن يتسرب إلى قلبه حقد ولا ضغينة، ولن ينطق لسانه كذبًا ولا نميمة، ولن يرتكب فاحشة ولا رذيلة، وكيف لا وهو نور على نور فالمؤمن بنور القرآن، ونور الإيمان يتقلب في خمسة من نور، كلامه نور، وعمله نور، ومدخله نور، ومخرجه النور، ومصيره يوم القيامة إلى الجنة نور، فمن يلازم هذا النور كلامًا وعملًا ومدْخلًا، ومخرجًا تكون هذه حاله.

 هذا ولكي نضمن استمرارية هذه المدارس وديمومتها، وتحقيق أهدافها لابد أن ترتكز على قاعدة متينة صلبة، تثبت بها أمام  كل العقبات، وتصمد أمام كل المتغيرات، فنحن القائمات على هذه المدارس لسنا بخالدات، ولا أريد أن تموت هذه المدارس بموتنا أو بموت واحدة منا، أو لأي ظرف آخر، فلا أريد أن يكون مصيرها، مثل مصير المدرسة التي أنشأتها في الرياض السيدة نور بشناق عندما كانت مقيمة في الرياض؛ إذ أُقفلت عند مغادرتها للرياض لعدم وجود من يشرف عليها، وهذا ما حدث أيضًا للمدرسة التي أنشأتها جماعة تحفيظ القرآن بالمدينة المنورة ؛إذ أُقفلت عند سفر السيدة الأندونيسية التي كانت تشرف عليها؛ لذا فأنا أقول إنَّ جماعة تحفيظ القرآن الكريم النسائية بالمدينة المنورة يجب أن تظل وتستمر سواءً كنا نحن عضواتها على قيد الحياة أو متنا أو سافرنا، ومن أجل هذا كانت اتصالاتنا بالمسؤولين بالأمانة العامة لجماعات تحفيظ القرآن التابعة لجماعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للانضمام المباشر إليها باعتبارها جهة الاختصاص، وذلك لنستطيع معها تحقيق طموحاتنا وأهدافنا التي ألخصها في التالي :

أولاً : أن تكون هذه المدارس نواة لمعهد عال للدراسات القرآنية تُدرس فيه العلوم القرآنية والإعجاز القرآني الفلكي والجغرافي والعلمي والطبي، والتشريعي والتربوي، والنفسي والاجتماعي واللغوي والبلاغي  ويلتحق بهذا المعهد خريجات هذه المدارس ممن يحملن المؤهل الثانوي، أو  والجامعي .

ثانياً : إنشاء مركز للبحوث والدراسات القرآنية.

ثالثاً إنشاء قسم للدراسات العليا للدراسات القرآنية؛ إذ الأحرى بنساء المدينة المنورة وفتياتها أن يكن العالمات الفقيهات، ففي هذا البلد الطَّاهر نزلت معظم آيات التشريع .

رابعًا: منح خريجات هذه المدارس شهادات معتمدة رسميًا يمكن أن يعملن بها في مدارس تحفيظ القرآن، وفي مدارس الرئاسة العامة لتعليم البنات بعد أن يُصنِّف لها ديوان الخدمة المدنية المرتبة التي تناسب هذا المؤهل مع مراعاة المستوى العلمي لكل خريجة .

خامساً : نشر مدارس تحفيظ القرآن للسيدات في أحياء المدينة المنورة، وضواحيها، وقُراها.

سادساً : تحقيق الاكتفاء الذاتي من مدرسات القرآن الكريم.

  هذه باختصار شديد طموحات وأهداف جماعة تحفيظ القرآن النسائية بالمدينة المنورة ، وقد تتساءلن ما الذي تحتاجه هذه الجماعة لتحقيق ما تصبو إليه؟

في الحقيقة إنَّها تحتاج إلى :

الدعم المالي الثابت.

الإقبال على قراءة القرآن الكريم وحفظه وتعلمه وتعليمه ” خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه”. هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فبالدعم المالي نستطيع مواصلة الطريق ، فنحن الآن لسنا بحاجة إلى التبرع بشقة لإنشاء مدرسة ؛ إذ تكرَّمت الرئاسة لتعليم البنات مشكورة بالسماح لنا بإنشاء مدارس في مباني مدارسها لأنَّ الدراسة في مدارس القرآن دراسة مسائية، وإنَّما تحتاج إلى الدعم المالي السنوي الثابت.

*****

الكلمة التي ألقيتها في حفل تكريم الحافظات لعام 1407هـ

وهذا النص من الكلمة التي ألقيتها في حفل تكريم الحافظات لعام 1407هـ :

الحمد لله الذي نزَّل الذكر وكان له حافظًا ، وأنعم علينا بحفظه، فأظلَّنا بظله، وشملنا بنوره، وأرشدنا إلى صراطه المستقيم، والصلاة والسلام على نبي الهدى محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين.

أمَّا بعد…

 سمو الأميرة سارة …أمهاتي …أخواتي الكريمات

                 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

   إنَّه لشرف عظيم لي أن أتحدث إليكنَّ في لقاء كهذا تمتزج فيه الروح بالعقل والفكر والحس والوجدان، لقاء أعجز عن وصفه، والتعبير عنه ؛ إذ يختلف عن كل ألوان وأشكال اللقاءات، فما هي يا ترى نوعية هذا اللقاء سوف تكون؟

 أهو لقاء عابر أم لقاء دائم وثابت ومتجدد؟

أهو لقاء تفاخر ومباهاة نفاق ورياء أم هو لقاء صادق العطاء بكريم السخاء؟

أهو لقاء تسلية لقضاء وقت فراغ أم هو لقاء لغذاء الروح والعقل وتثقيف الفكر والسمو بالإحساس والوجدان؟

 لا نستطيع تحديد نوعية اللقاء ما لم نتعرف على نوعية الملتقى به والمحتفى به ، فعلى ماذا نجتمع اليوم؟

  نجتمع اليوم على مائدة كتاب الله دستور حياتنا، أنيسنا في قبورنا، شفعينا في آخرتنا، هذه المعجزة الكبرى الخالدة: علمًا وتشريعًا، أحكامًا وتبليغًا ،معنى ولفظًا ، فصاحة وبلاغة، قوة وبيانًا،, لو اجتمع فصحاء الدنيا وبلغاؤها، وأرباب بيانها ليتحدثوا عن جواهر القرآن ولآلئه، وإعجاز أحكامه وتشريعاته فلن يوفوه حقه ،  ولو سبحوا على صفحات ينابيعه وأنهاره، ولو غاصوا في أعماق أعماق بحوره ومحيطاته ، فهو أبلغ من البلاغة ، وأقوى من البيان، وأفصح من الفصاحة ؛ إذ هو بحق إعجاز لا يفوقه إعجاز، وكيف لا وهو قول رب الكون والعباد، فالذي خلق هذه الكون المعجزة لا يعجزه الإتيان بهذا القرآن المعجزة.

 إذًا لقاؤنا اليوم مع هذه المعجزة الخالدة لنتمعن معانيها، وندرك مراميها، ونتدبر في أحكامها، ونطبق تشريعاتها، فنستنير بهديها لنتخلق بأخلاقها، ونُرِجع أنفسنا عن غِيِّها؛ لذا كان احتفاؤنا اليوم باللائي عرفن قدره ، ووعين أمره ، وحفظن في صدورهن آياته وأحكامه، فردَّدت قلوبهن وصدورهن قبل حناجرهن وألسنتهن آياته آناء الليل وأطراف النهار سرًا وعلانية خشية أن يفلت منهن، ويفلت معه النور الذي أضاء قلوبهن وصدورهن وحياتهن، فتكريمًا اليوم لهؤلاء الأخيار من حافظات كتاب الله، هذا هو الملتقى به، وهؤلاء المحتفى بهن.

  فأهلاً بكن في هذا اللقاء، لقاء النفوس المؤمنة بكتاب خالقها، بكلام بارئها، بتشريع منشئها، لقاء مع المعجزة الإلهية، لقاء المحبة والصفاء، والطهر والنقاء، لقاء تضيئه أنوار القرآن، وتحيطه رعاية الرحمن، وتتغشاه الرحمة وتحف به الملائكة.

 ولا أملك في هذا اللقاء إلاَّ تقديم جزيل الشكر، و عظيم التقدير  ووافر العرفان إلى سمو الأميرة سارة التي شرَّفتنا بالحضور؛ إذ بوجودها شملنا السرور، وكيف لا ؟ وهي سارة.

  ولا يفوتني أن أشكر أيضًا جميع الأخوات اللائي حضرن إلى حفلنا هذا من خارج المدينة المنورة، كما أخص بالشكر  الحاجة “مريم نياس “مؤسسة دار القرآن بدكَّار بالسنغال على حضورها حفلنا هذا، وكلما أرجوه أن تقضين معنا وقتًا طيبًا يجم أرجوه أن تقضين معنا وقتًا طيبًا يجمع بين الفائدة والمتعة ، المتعة الروحية والفكرية والعقلية، فأهلًا بكل من شرَّفتنا بالحضور، وجزاكن الله خير الجزاء على كل خطوة خطتها أقدامكن إلينا لسماع كلام الله.

 ثُمَّ تحدثتُ عن إنجازات المدارس النسوية خلال عام، وعن نشأتها وأهدافها وخططها المستقبلية ، ثُمَّ ختمتُ الكلمة بقولي :

لازالت أمة الإسلام بخير ؛ إذ وُجد مثل هذا الأب : أجل إنَّه يتمثل في السيد إسماعيل محمود كوج ” تركي الجنسية” الذي آثر كتاب الله على كل العلوم والشهادات، فأوقف ابنته عن الدراسة حتى تتم حفظ القرآن الكريم كاملًا؛ إذ قال لها والدها : ستواصلين دراستك ـ إن شاء الله ـ، ولكن بعدما تتمين حفظ القرآن الكريم كاملًا، فانكبَّت الصغيرة على حفظ كتاب الله  ،وحفظت في ثلاثة أشهر سبعة أجزاء ابتداءً من سورة البقرة  وأي حفظ حفظته!، وأي ترتيل رتلته! لقد استمعتن إلى تلاوتها، وأترك لكن الحكم عليها.

 إنَّها زوليخا إسماعيل محمود كوج حفظها الله ورعاها وأنعم عليها بنعمة القرآن ـ فتحية صادقة خالصة لأبيها ، ولكل من يحذو حذوه!

  وكم أتمنى أن نلمس هذا الإيثار، إيثار كتاب الله لدى جميع الآباء والأمهات ، فيحثون أولادهم على حفظ كتاب الله ، والإقبال على تعلمه.

ثُمّ قلتُ :” سأذكركن ببعض الأحاديث منها: قوله صلى الله عليه وسلم ” خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه”

  إنَّها مسابقة للخير أدعوكن جميعًا للمشاركة فيها بقدر استطاعتكن لن نجبركن على فعل الخير ، لأنَّكنَّ أهل لفعله بنفس راضية، ونية خالصة ، لا نريد أن يشوب عطاءكنَّ شوائب الرياء والسمعة، فكل واحدة تتبرع بما تجود به نفسها ليشملها قوله تعالى : ( وَمَثَلُ الذينَ يُنْفِقُون أَمْوَالَهُم ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مَنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَها وَابِلٌ فَآتَتْ أُكَلَهاَ ضِعْفَيْن فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌ واللهُ بِمَا تعْمَلُون بَصِير) [البقرة : 256]

               فهيا إلى مسابقة الرضا في فعل الخير

                 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،  ، ،

                                           ****

الأدباء المكرمون في مؤتمر الأدباء السعوديين الثاني مع حفظ الألقاب

1.إبراهيم الناصر الحميدان.

2. أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري.

3.حسن عبد الله القرشي.

4.عبد الفتاح أبو مدين.

5.عبد الله عبد الجبار .

6.عبد الله بن عبد الرحمن الجفري.

7.عبد الله بن عمر بلخير .8. الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي.

9.محمود عبد الخير أحمد عارف.

10.ثريا بنت محمد قابل.

11.سهيلة بنت زين العابدين حمّاد.

وقد دُعيت إلى حضور هذا  المؤتمر بصفتي مكرَّمة من ضمن الأدباء المكرمين فيه، وهذه أول مرة تُكرَّم أديبة سعودية، ومعي في هذا التكريم من الأديبات الشاعرة “ثريا قابل”، ولا أخفي عليكم كان هذا التكريم مفاجأة لي؛ إذ لم أكن أتوقع أن أكون أول من يكرَّم من الأديبات، خاصة وأنا أرى التيَّار الحداثي كان هو السائد في الساحة، والأضواء لا تسلَّط إلاَّ على الحداثيين والحداثيات ؛ لذا كان هذا التكريم مفاجأة لي ، كما فوجئت في حفل التكريم بطلب مني إلقاء كلمة، ولم أكن مُعِدّة نفسي لذلك ، فعندما اتصلت بي إدارة المؤتمر  أخبروني بالتكريم، قلتُ لهم هل مطلوب مني ألقي كلمة ؟ فقالوا لي إنَّ الأستاذ عبد الفتاح أبو مديْن سوف يلقي كلمة المكرَّمين، ونزولاً عن رغبة الأخوات أرتجلتُ هذه الكلمة التي أُذيعت على الهواء مباشرة في  إذاعة أم بي سي إف إم :   

الكلمة المرتجلة التي ألقيتها في مؤتمر الأدباء السعوديين الثاني بمكة المكرمة بمناسبة تكريمي.

      

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أخواتي الفضليات

 سلام الله عليكن ورحمته وبركاته.

ما أجمل أن يُكرَّم فكر المرأة في هذا البلد المقدس الذي نزل فيه الوحي، وكرَّم فيه المرأة كل التكريم . فقد ساوى الله عزَّ وجل بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات التي لا تتنافى مع طبيعتها الأنثوية ووظيفتيها الفطريتين، ومن هذا التكريم أنَّه أعلن إنسانيتها، وأنَّها مساوية للرجل في الإنسانية، وأزال عنها تهمة الخطيئة الأزلية التي ألحقتها بها الأديان السابقة ، وساوى أيضًا بين المرأة والرجل في الأجر والثواب ، وفي الحدود والقصاص والعقوبات، وساوى بينها وبين الرجل في حق التعليم ، و في حرية إبداء الرأي ، وأخذ برأيها، وأُعتمدت روايتها للحديث ، وهذا أكبر تكريم للمرأة ، ولفكر المرأة ، ولعقل المرأة ، روايتها للحديث التي تتطلب الحفظ والعدالة ، وسلامة الضبط ، وكثيرًا من الشروط الدقيقة تساوت فيها مع الرجل ، وأخذ بروايتها، وكان من الصحابيات الجليلات كما تعرفن جميعًا  راويات للحديث ، وأُثر أنَّه لم تُكذَّب امرأة في رواية حديث. فليس بغريب أن تُكرَّم المرأة الآن في هذا البلد المقدس حيثُ نزل الوحي، وأن تُكرَّم المرأة هذه الدولة التي طبَّقت الشريعة الإسلامية منذ إنشائها سنة 1158هـ، طبَّقتها في كل المجالات، وأتاحت للمرأة فرصة التعليم، وفي هذه المناسبة لا ننسى أبدًا شهيد الإسلام الفيصل ـ رحمه الله ـ  الذي تبنى تعليم المرأة ، وبالرغم من مضي أربعين عامًا على تعليم المرأة ، استطاعت المرأة في هذه العقود الأربعة أن تحصل على أعلى الشهادات في جميع المجالات .

  أمَّا مجال الأدب فعمرها قصير جدًا بالنسبة لعمر الأديب ، فنحن نعلم أنَّ الحركة الأدبية في هذه البلاد  انطلقت منذ قرون عديدة  ، ولكن لم نعرف أنَّه توجد أديبات في هذه البلاد  إلاَّ في هذه العقود الثلاثة الأخيرة ، أو بالأحرى في العقديْن الأخيريْن ؛ إذ استطاعت الأديبة السعودية في هذه الفترة القصيرة من الزمن أن تخوض في مجال الأدب، وأن تقتحم كل فروعه من شعر ورواية وقصة ومسرحية ، ونقد ومقالة ، استطاعت أن تقدم كل هذه الأعمال، وأن تثبت جدارتها، وما هذا التكريم، إلاَّ تكريم من الدولة للأديبة السعودية، بل للأديبة المسلمة ، بل لكل من يحمل فكرًا إسلاميًا في كل أرجاء المعمورة، فأهدي هذا التكريم لكن جميعًا، وأهديه للنساء المسلمات والمفكرات والمفكرين المسلمين، و لكل من أسهم في هذه النهضة الفكرية ، وأشكر من الأعماق صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب على تكريمه للمرأة وللأديبة السعودية ، وأتمنى أن يخرج المؤتمر بتوصيات هامة، وهي إنشاء أندية أدبية نسائية ذات إدارة مستقلة يكون اتصالها المباشر بالرئاسة العامة لرعاية الشباب ،لأنَّنا في أمس الحاجة إلى هذه الأندية ،وذلك لما تواجهه المرأة المسلمة من تحديات، ولا سيما عندنا في المملكة العربية السعودية ، هناك الأنظار متجهة إلى المرأة السعودية لإخراجها عن الإطار الإسلامي، وكلكنَّ يعلم ويرى ويشاهد القنوات الفضائية ، وما تبثه الفضائيات فنحن في حاجة إلى توعية بناتنا ونسائنا عن طريق الأدب، وعن طريق المنتديات الثقافية بتقويم ما يقدَّم في هذه القنوات من منظور إسلامي لتكون لهنَّ قاعدة فكرية سليمة يستطعن أن يميزن الطيب من الخبيث ، كما أنَّنا في حاجة إلى هذه الأندية لكي نكتشف المواهب الأدبية في المدارس والجامعات ، ولدينا أديبات لا نعرف عنهنَّ شيئًا ،  ولا يعرفن عن أنفسهن شيئًا،  عن  نفسي  أنا أعرف كثيرًا  من الطالبات موهوبات في الأدب ، وقد يحصلن على أعلى الجوائز العالمية لو تبنيناهُنّ بالتوجيه والرعاية والتشجيع ، وأخذنا بأيديهن.

 أيضُا نحن في حاجة إلى ملتقى أدبي فكري ثقافي نسوي فنحن الأديبات إلى الآن لا يعرف بعضنا البعض ، وهذه المرة الأولى التي نلتقي فيها، وهذه أيضًا ً من مكرمات هذا المؤتمر الذي أتاح لنا فرصة هذا اللقاء الأخوي الذي كنتُ أترقبه منذ أعوام وأعوام عديدة، كنتُ أقرأ لأسماء ولا أعرفها  ، وإلى الآن لا أعرف إلاَّ البعض، وقد تعرفتُ اليوم على الأخت شريفة الشملان.. أيضًا بالنسبة للأندية النسائية فنحن في حاجة إلى وجودها لنقوِّم الحركة الأدبية النسائية ممَّا علَّق بها من شوائب التغريب،  وأن نقوِّمها من منظور إسلامي صحيح سليم يمثل الذي نعتنقه، والدين الذي نزل في هذه الأرض الطيبة، فلابد أن يكون أدبنا أدبًا إسلاميًا خالصًا يعبر عن ديننا وعقيدتنا، لأنَّ الأديب المسلم لابد أن يعبِّر بفكره عمَّا يعتقده  ولا يمكن أن تكون هناك ازدواجية بين الفكر والمعتقد، أو أن يكون فصل بين الدين والفكر لابد أن يتلاحما سويًا، وأن يكون فكر المسلم هو المعبر فعلًا عن عقيدته؛ إذ ينبغي أن تكون لنا الهوية الإسلامية في أدبنا النسائي، وأن تكون مرجعتينا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عندما نكتب ونعبر ولدينا كتاب الله الذي يفتح أمامنا آفاقًا كثيرة في جميع المجالات، ولا يحدنا  ، وأتحدى أي مذهب فكري غربي يستطيع أن يقف أمام المنهج الإسلامي، أو أمام التصور الإسلامي للخالق جلَّ شأنه ، وللإنسان والكون والحياة .

إنَّ القرآن الكريم فيه النبع الصَّافي الذي يستطيع الأديب أن يستقي منه فكرًا رائعًا، وإبداعًا جماليًا يفوق كل الإبداعات وكل الجماليات، وإنَّنا لا نرى في المذاهب الغربية جمال، وإنَّما نرى فيها إشكالية الغموض، وعبارات نحن العرب لا نفهمها.

لن أطيل عليكنَّ الحديث، والحديث طويل ذو شجون، وأتمنى أن ألتقي بكن في فرصة أخرى ، وأشكر من الأعماق جامعة أم القرى على استضافتها لهذا المؤتمر،

وأشكر معالي الدكتور سهيل القاضي الذي اعتبره أبًا للمرأة، وللأديبة الذي أتاح لنا فرصة هذا اللقاء، وأتاح له لنا فرصة التحدث وإبداء الرأي، وأن يكون لنا وجود في مؤتمر كبير كهذا .

       والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                                    *****

تقديمي للمفكّرة والأديبة الإسلامية الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) في جلسة تكريمها من الملتقى الأول للأديبات الإسلاميات بالقاهرة

بنتُ الشاطئ وموقفي من كتابها سيدات بيت النبوة

                      

أ.د. عائشة عبد الرحمن(بنت الشاطئ) في المرحلة المتوسطة  قرأتُ للمفكر الكبير الأستاذ عباس محمود العقّاد عبقرية الصديق ،  وللدكتورة بنت الشاطئ سيدات بيت النبوة ، ورفضتُ الصورة التي صوَّرتها بنتُ الشاطئ ـ رحمها الله ـ لأمهات المؤمنين رضوان الله عليهن ؛ إذ صوَّرت بيت النبوة مقرًا للمكائد والمؤامرات يدسها بعضهن على البعض ، وقلتُ وقتها لأستاذي الدكتور محمد العيد الخطرواي الذي كان يدرسني هذه المادة  : لا يمكن أن يكون بيت النبوة بهذه الصورة، وعندما كبرت ونضجت واتسعت دائرة معارفي واطلاعي أدركتُ أنَّ الدكتورة بنت الشاطئ قد تأثرت بروايات المستشرقين ، ولكن هذا لا يقلل من تبحرها في العلم، وتمكنها من الكتابة، وأنَّها صاحبة فكر إسلامي متميز، وهي من العالمات والأديبات والمفكرات الإسلاميات القلائل اللواتي  شاهدتهن  ساحتنا الأدبية والعلمية والفكرية في القرن العشرين ، وكانت لها هيبة ، وقد رأيتها والتقيتُ بها مرة واحدة في حفل تخريج دفعة من طالبات كلية التربية للبنات بجدة التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات ، وكان قد دعاني الأستاذ إبراهيم صبحي مدير الكلية ـــ آنذاك ــــ ، وسمعت الدكتورة بنت الشاطئ وهي تلقي كلمتها بصوت جهوري رنَّان، وبلغة فصحى سليمة لا لّحْن فيها ولا خّور ، تحدثتْ بها حديث  المتمكن المتبحر في علومها وفنونها. وقد رأيتُ أن يكرمها الملتقي الدولي الأول للأديبات الإسلاميات الذي شرفتُ برئاسة لجنته التحضيرية قبل وفاتها، ووددتُ أن تحضر التكريم بنفسها،  لكن شاء الله أن توفيت قبل انعقاد المؤتمر والذي عقد قي القاهرة في الفترة من 31/7 _1 /8 عام 1999م، تحت رعاية معالي الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر، وقد وصلتُ القاهرة قبل المؤتمر بأيام، ورأيتُ أن أعد لجلسة التكريم، وذهبتُ إلى دار المعارف لأنّها الدار المتولية نشر إنتاجها الفكري والأدبي، وقابلتُ مدير الدار، الذي أهداني بعض مؤلفاتها ، وسألته عن كيفية الاتصال بأهلها ليزودوني بمعلومات عنها، فأعطاني رقم هاتف بيتها ، وقد اتصلتُ به مرارًا، ولم يرد عليَّ أحد، وفي اليوم التالي  اتصلتُ في الصباح الباكر  بهاتف بيتها، فرَّدت علي خادمتها التي جاءت في ذاك الصبَّاح لتنظف البيت، فأعطتني رقم هاتف الأستاذ مصطفى السنلاتي، والدكتور أيمن نبوي ابني أختيها ، وقد دعوت أخاها عبد الرحمن، وأبناء أختها لحضور جلسة التكريم، والمشاركة بشهادات عنها ، وقد حصلتُ منهم على معلومات لم يسبق نشرها، ولم يعرفها أحد عنها حرصتُ أن أذكرها في افتتاحية الجلسة حيث شرفتُ برئاستها، وكنتُ رئيسة الجلسة ، وقلتُ في افتتاحية الجلسة :

الأستاذة الدكتورة عائشة محمد علي عبد الرحمن ولدت عام 1912م، وهي حسينية النسب ، منوفية الموطن ، ودمياطية المولد والنشأة، أحبَّت العلم وعشقته، وخاضت الصعاب في سبيل الوصول إليه وتحصيله، كانت زاهدة في المال وجميع مباهج الحياة إلاَّ في العلم ، فقد كانت طالبة له ، ساعية إليه، نهمةً في التهامه استقته من أصوله وينابيعه الأصيلة، فحفظت القرآن الكريم، وعكفت على دراسة تفسيره وعلومه، ودراسة الحديث الشريف، والتعمق في اللغة العربية وآدابها، وسلكت النهج الإسلامي في كتاباتها في وقت كان تيَّار التغريب مسيطرُا على الساحة ، ولكنها ظلَّت محافظة على شخصيتها الإسلامية.”  واستطردتُ قائلة :

كانت تعيش مع القراءة والكتابة ثمانية عشر ساعة يوميًا عندما بلغت الستين ، أصدقاؤها وصديقاتها هم طلاَّب العلم وطالباته من المشرق والمغرب العربيين من تلامذتها، وكانت على اتصال دائم بهم حتى رحيلها عنَّا في السابع والعشرين من شعبان عام 1419هـ، أواخر أكتوبر عام 1998م، قدَّمت للمكتبة الإسلامية أربعين مؤلفًا في الدراسات القرآنية والإسلامية، وفي الدراسات اللغوية والأدبية والتاريخية، وبعض المجموعات القصصية، وشاركت ببحوث أصيلة في واحد وعشرين مؤتمرًا دوليًا في مصر وليبيا والمغرب والجزائر وغانا والعراق وإيطاليا، وبريطانيا، وأسهمت في إنشاء أقسام ومناهج الدراسات العليا في كلية التربية للبنات بالرياض بالمملكة العربية السعودية، وجامعة أم درمان، ودار الحديث الحسنية بالرباط، وكلية الشريعة بفاس، وتخرَّج على يديها صفوة من تلامذة مدرستها الجامعيين ممن أشرفت على رسائلهم وأطروحاتهم للماجستير والدكتوراة، ومن تلامذتها معالي الأستاذ الدكتور عبد الكبير المدغري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية، والأستاذ الدكتور عبد السلام الكنوني رئيس قسم التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بتطوان، والأستاذ الدكتور محمد يوسف عميد كلية الشريعة بفاس، والدكتورة منيرة العلولا عميدة كلية التربية للبنات بالرياض ، وغيرهم كثير من أبناء وبنات المشرق العربي ومغربه.”

 هذا ما يعرفه غالبية النَّاس عنها، ولكن هناك أمور قد لا يعرفها الكثير من النَّاس عنها استطعتُ التعرَّف عليها من خلال ابن أختها الذي كان يلازمها، ويرافقها في كل رحلاتها، وكان مرافقها في بلاد المغرب الأستاذ مصطفى السنلاتي، لقد ذكر لي معلومات  لم أوردها في الكلمة احترامًا لرغبتها هي ؛ إذ كانت لا تريد أن يعرفها أحد، وقد وعدته بأن لا أصرِّح بها ، فقلتُ:

كانت إنسانة جادة لا تعرف الهزل في حياتها حتى جلساتها العائلية كانت لا تخلو من المناقشات العلمية ، كرَّست حياتها للبحث العلمي الدؤوب، وكانت صاحبة مبادئ لا تنافق ولا تزوق ولا تجامل على حساب الدين ، وكانت تختلف ولكن لا تخاصم ، فلقد اختلفت مع العقاد في ستينيات حول كتاب المرأة في القرآن، وعندما توفي كتبت عنه مقالة قالت فيها: “توفي الأستاذ الكبير العقاد وقلمه في يده”

كما اختلفت مع الدكتور مصطفى محمود في تفسيره العصري للقرآن الكريم، وأصدرت كتابها “القرآن والتفسير العصري”هذا بلاغ للنَّاس”.

 كانت عازفة عن الأحاديث الصحفية والإذاعية والتلفازية حتى لا يجرها ذلك إلى  الحديث عن حياتها الخاصة المليئة بالمآسي والأحزان، فقد ماتت ابنتها الدكتورة أمينة على يديها، وهي ابنة الأربع والعشرين ربيعًا بعد حصولها على الدكتوراة في تخصص نادر في علم الرياضيات بسبعة أشهر، وبعد ثلاث سنوات نُكِبت وثُكِلت بفقدها لابنها الوحيد المهندس أكمل وهو ابن الثامنة والعشرين عامًا في حادث مأساوي مؤلم ، وقبلهما فقدت زوجها وأستاذها الدكتور أمين الخولي الذي تعلَّمت منه كيف تقرأ ؟

وقد ألَّفت كتابها ” على الجسر ” أسطورة الزمان، إثر وفاته عام 1966م، تحكي فيه سيرتها الذاتية ، وكيف كانت قبل لقائها به ، وكيف أصبحت بعد فراقه.

واقتطفتُ هذه الباقة الحزينة من ورد كلامها التي تعبر فيها عن حالها بعد فقده قائلة:

 “إلى أن يحين الأجل ، سأبقى محكومًا عليَّ بهذه الوقفة الحائرة على المعبر، ضائعة بين حياة وموت ، أنتظر دوري في اجتياز الشوط الباقي، وأردد في أثر الراحل المقيم، عليك سلام الله إن تكن عبرت إلى الأخرى ، فنحن على الجسر” 

فهذه حالتها عند وفاة زوجها فماذا كانت حالها بعد فقدها لولديها؟

لقد أضحت ذابلة شاردة تصعد يوميًا إلى غرفة أكمل تتحسس سريره ، تتأمل حجرته ، تتفحص ملابسه ، ثُمَّ تنزل إلى سيارته تتأملها ، تتخيله بداخلها ممسكًا بالمقود لينطلق بها في طريق السلامة ، كانت تخفي أحزانها في داخلها بين أضلعها ، لتظهر أمام النَّاس قوية صلبة ، لم تثنها كل تلك الأحزان عن مواصلة البحث والدراسة إلى أن فارقت الحياة ؛ إذ كانت آخر كلمات ترددها “مقالات رمضان أريد أن أصححها قبل النشر “

رحم الله هذه الأديبة الإسلامية الرائدة التي لم تنل بعد حقها من التكريم الذي تستحقه ؛ لذا رأى الملتقى الدولي للأديبات الإسلاميات في أول دورة له أن يُكرِّم هذه الأديبة الإسلامية التي وهبت حياتها لخدمة الإسلام ، وقد حزنتْ كثيرًا على نيلها جائزة الملك فيصل العالمية عام 1414هـ ـ 1994م في الدراسات الأدبية ، وليس في دراساتها الإسلامية، وخدمتها للإسلام، ولعظم مكانة هذه المرأة جاء كبار الأدباء والكتاب والمفكرين اليوم ليقدموا شهاداتهم على شاهدة العصر.”

                                               ****

من خواطري :

مدنية أنا

المدينة المنورة مهبط الوحي ، وما أقدسه من مهبط

المدينة المنورة التاريخ ، وما أعظمه من تاريخ

المدينة المنورة السيرة النبوية ، وما أعطرها من سيرة

المدينة المنورة دار الهجرة ، وما أرحبها من دار

المدينة المنورة الجهاد في سبيل إعلاء  كلمة الله ، وما أكبره من جهاد

المدينة المنورة الشهادة في سبيل  الله ، وما أعلاها من شهادة

المدينة المنورة الإيمان بالله ، وما أعمقه من إيمان

المدينة المنورة الحب في الله ، وما أصدقه من حب

المدينة المنورة الإيثار في أجمل صورة ، وما أخلده من إيثار

المدينة المنورة السمو بالنفس ، وما أرقاه من سمو

هذه هي المدينة المنورة بالنسبة لي ..إنَّها تعني لي قداسة التشريع ،ونقاء العقيدة ،وعظمة التاريخ ، وعطر السيرة ، ورحابة الدار ، وصدق الحب ، وعمق الإيمان، وسمو النفس ، وخلود الإيثار ، وعلو الشهادة ،  وكبر الجهاد ، هذه المعاني جميعها قد اختلطت في أحاسيسي ،وامتزجت في دمي، توغلَّت في أعماقي ، واستقرت في عقلي وقلبي ، وتشكل منها عقيدتي وفكري ، فأصبحت كل كياني ، وأضحت تجري في جسدي مجرى الدم في العروق ، وما سطره يراعي ما هو إلاّ ترجمة هذا الامتزاج بذلك الانتماء ، الانتماء إلى النبع الصافي للإسلام ، والامتزاج بما جاء به هذا الدين من مبادئ وقيم ومُثل كانت المدينة المنورة مثلًا حيًا صادق لها ، ومنارة عالية لازالت أصداء أصوات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم التي انطلقت منها تتردد في الأجواء فتتلقاها الأسماع .. إنَّ كل ما شهدته هذه الأرض الطيبة من أحداث في عهدي الرسول صلى الله عليه وسلم ،  صحابته من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم تتمثل أمامي ، وأنا أتنقل في جنباتها ، وفي أحيائها ، في طرقاتها وفي جبالها ووديانها ، في حدائقها وحقولها، وفي لحظات خلوي بنفسي لأمسك بالقلب واكتب ، فأشعر برهبة وخشوع ، وحب كبير لهذا الانتماء ،فأنا مدنية الفكر والروح والوجدان ، وما سجله قلمي إلى الآن ذرة ممَّا أحمله في قلبي من حب كبير للإسلام الذي كانت المدينة المنورة عاصمته الأولى ، ومؤيدته ومنارته.

خاطرة أبي ليتك كنت هذا اليوم معي أستميحك العذر يا أبي إن تحدثتُ اليوم عنك ، فلقد أتت اللحظة التي لم أستطع فيها التحكم في نفسي فأكبتُ أحاسيسي ، وأحجبُ مشاعري ، وأغفل حقك عليَّ ، هذه اللحظة هي أسعد لحظات عمري تمنيتك فيها أن تكون معي .. أتدري يا أبتي ما هي ؟ إنَّها لحظة الحصاد ، حصاد أول ثمرة من ثمار غرسة صغيرة ضئيلة بسيطة توليتْ أنتَ رعايتها وسقايتها والعناية بها ومنحتَها كل ما يساعدها ويؤهلها على الإثمار باذلاً في ذلك ما تملك من مال وجهد وصحة حتى استطاعت في النهاية أن تطرح هذه الثمرة . فلكم هو عزيز على نفسي إنَّك أنت يا أبي ـ يا أحب النَّاس إلى قلبي ، يا روح روحي، يا نور عيوني ، يا مهجة فؤادي ، يا بسمة وجداني كم هو عزيز على نفسي أنَّك في هذا اليوم ألاّ تكون معي، لا أنت معي .. أجل أنت معي.. بروحك أنت معي .. بل بجسدك أيضًا معي .. فلقد رأيتك أمامي ساعة استلامي لكتابي .. البسمة على شفتيك .. الفرحة في عينيك ..البشر لاح على وجنتيك ..محياك مشرق باسم ، عيناك لامعتان براقتان تنطقان ـ بصمتهما الناطق ـ بالتهنئة ، بنظراتك الحانية تلك التي تعودتها منك دائمًا عندما أُنجز عملًا يسرك .. صوتك وصل إلى مسمعي قائلًا لي .. مبروك يا أم أبيكِ  كما كنت تناديني .. فضممتُ الكتاب إلى صدري ،و قبَّلته فلقد رأيتك فيه ، بل حسبته أنت..  كيف لا وصورتك متجسدة أمامي، وأنا أقرؤه، وأقلب صفحاته ، وقد كنت معي، وأنا أسطر كل حرف من حروفه ، وكل كلمة من كلماته، فلن أعيد عليك مضمون هذا الكتاب لأنَّني أخبرتك به ساعة تسجيلي له كلمة بكلمة ، وحرفًا بحرف..   لقد بعثتُ لك أحرفه وكلماته مع كل نسمة عليلة داعبت ثرى لحدك ..بعثتُ لك أحرفه وكلماته مع كل قطرة ندى بللت تراب قبرك .. بعثتُ لك أحرفه وكلماته مع كل ضوء قمر ونور شمس أضاء قبرك ..بعثتُ لك أحرفه وكلماته مع تغريدة كل بلبل ،وشدو كل طير رفرف فوق مرقدك … بعثتُ لك أحرفه وكلماته مع شذا كل زهر، وعبير كل ورد ،  أريج كل عطر امتزج بتراب مثواك …بعثتُ لك أحرفه وكلماته مع أمواج المحيط الأطلسي، وأنا أكتب تمهيد هذا الكتاب في الشرفة المطلة على شاطئ المحمدية في بلاد المغرب العربي .. حيث هناك قررتُ كتابة هذا الموضوع ؛ إذ آلمني ما رأيتُ عليه المرأة المسلمة في بلاد المغرب العربي ، وآلمني أكثر ما رأيته وسمعته عن المرأة السعودية هناك.. بعثتُ لكِ أحرفه وكلماته مع كل هؤلاء .. ألم تبلغك أحرفي وكلماتي؟؟ أنا لا أشك في أمانة التبليغ عند الشمس والطير والبحر والقمر… ولا ارتاب في صدق التبليغ عند الورد والزهر والعطر والقطر… ولا أشك في الضوء والموج والندى…لا ارتاب في الأريج والعبير والشدو والشذا…فهم جميعًا أكثر أمانة وصدقًا من بني البشر…  عجبًا ماذا دهاني ..كيف أبعث لك بأحرفه وكلماته ، وهي أحرفك أنت ، وكلماتك أنت..إنَّه كتابك يا أبي ..نعم …كتابك فهذا بفضل الله، ثُمّ بفضلك أنت، فلولا أنت لم أكن أنا ..ولولا ما بذلته من جهد ومال وتضحيات من أجل تعليمي لما استطعتُ أن أمسك بالقلم، وأكتب كلمة واحدة..  لقد كان بإمكانك أن تبعثني إلى الخارج للدراسة ، فالمال الذي أنفقته على تعليمي أكثر من الذي كنتَ ستنفقه لو بعثتني إلى الخارج، فلولا حرصك الشديد على أن أتلقى العلم هنا في مهد الإسلام، رغم أن ذلك على حساب صحتك، لأستلهم منه النور والهداية، وليكون علمي مبنيًا على أساس ثابت من الدين والعقيدة ليثبت أمام كل أعاصير الدنيا وأمواجها العاتية لإسقاطي في مغرياتها، ولولا ملازمتي لك، ومعاشرتي عن قرب وكثب لك؛ إذ رأيتُ فيك سلوك المؤمن بالله ،  الحافظ لكتاب الله، المتفقه في دين الله، المتخلق بأخلاق كتاب الله، لولا هذا كله يا أبي لما استطعتُ أن أكتب بصدق وإيمان وعقيدة عن هذا الدين الذي أحببته أكثر وأكبر من حبي لك، وأنت أيضاً أحببته أكثر وأكبر من حبك لي، وأفديه بروحي ودمي، وادعوا الله أن يكتب لي الشهادة في سبيله ،وأخذتُ الكلمة طريقاً إلى الجهاد من أجله..  أتدري يا أبي ماذا يقول بعض الناس عني ؟؟  قالوا إنَّ هناك رجلًا يكتب لي، وأعتقد أنَّه آن الآوان لأقول لهم : إنَّه إن كان هناك رجل يكتب لي فهذا الرجل هو أبي ،نعم أنت يا أبي ،رإيمانك .. مبادؤك … ثباتك على الحق… علمك … تفقهك في أمور دينك …تربيتك الإسلامية لي ولإخوتي .. زهدك .. صمتك .. تقشفك .. قناعتك .. أمانتك … كرهك للمظاهر .. صدقك .. خوفك الشديد من الله ومراقبتك له في سرك وعلانيتك … طيبتك .. حبك لفعل الخير .. دأبك وإصرارك على تعليمي أنا واخوتي .. معاشرتك لكتاب الله ، فلا أراك إلاّ َ وتتلو القرآن في الثلث الأخير من الليل ، وفي الضحى ، وفي كل وقت وحين ، وحتى وأنت على فراش الموت لسانك لا ينفك عن ترديد آيات الله البينات … كل هذه المعاني استلهمتها منك .. حياتي معك ، وحياتك معي تمر بذاكرتي لحظة بلحظة ، وثانية بثانية ، وأخرج منها بكثير من الدروس والعبر أسجلها على الورق ، وكلما زاد تأملي وتعمقي فيها كلما زاد فهمي وإدراكي لها ، فها أنا ذي ابنتك ، قطعة منك ، وأنت قطعة مني لا يستطيع أحد انتزاعك مني ، ولا حتى اسمك…  قالوا إنَّ اسمك بات طويلاً فاحذفي اسم أبيك واكتفي باللقب العائلي ، فقلتُ لهم : لا سيظل اسم أبي ملتصقاً باسمي ،فإن أردتم محوه فامحوا معه اسمي فلولا هو لم أكن أنا. تُرى هل سيعذرني قارئي في حديثي هذا إليك..؟؟؟ أليس من حق الكاتب أن يعبر ولو لمرة واحدة عن أحاسيسه في مناسبة كهذه تجاه أحب الناس إلى قلبه؟؟؟

*****

رسالة إلى أعز الحبايب  أمي الحبيبة

 هذه أول مرة أمسك فيها القلم لأوجه لك رسالة بعد فقدي لك منذ أحد عشر عامًا وكان هذا القلم قد توقف عن الكتابة خمس سنوات بعد رحيلك عن دنيانا،  لأنَّه أبى الكتابة بعدك، فقد كنتِ أول من يطلع على ما يخطه هذا القلم، وعزّ عليه بعد رحيلك أن يكتب كلمات لا تسمعينها، ولا تُبدين رأيكِ فيها، خاصة وأنَّ حاملة هذا القلم هي ذاتها قد تبعثرت بعد فقدها لك، وإلى الآن لم تُلملم شتات نفسها، فبعد فقدها لك افتقدت الحب والحنان، وكُشفت أقنعة كان البعض يرتديها مجاملة لكِ ، كما باتت الدنيا موحشة بعدك. تعلمين يا أماه مدى حبي لأبي ـ رحمه الله ـ ومدى تعلقي به، وكم كان فراقه قاسيًا عليَّ، ولكن وجودك معي   احتضانك لي، ضمك لي في صدرك، دفء حبك الذي غمرني خفَّف عنّي وطأة الفراق؛ ولذا آثرت البقاء معك وملازمتك ، وعدم مفارقتك، فكنتِ لي كل الأهل مجتمعين، فوجودك معي لم يُشعرني باليتم الذي ما شعرت به قط إلّا بعد فقدي لك، فيوم وفاتك كان يوم وفاة أبي أيضًا، لقد افتقدتكما معًا مع أنَّه سبقك في الرحيل بثمانية عشر عامًا. يا نهر الحب الصافي، يا ينبوع الحنان المتدفق، يا من وهبتِ حياتك وصحتك وشبابك لي ولإخوتي من أجل تربيتنا، يا من طالبتِ بتعليمي أنا وأخواتي البنات، وتعبت مع والدي من أجل تعليمنا ! يا من قدّمت لي النموذج والقدوة لما ينبغي أن تكون الأم والزوجة والابنة، فصورتك الجميلة تمثل أمامي كلما سطَّرتُ كلمة عن الأم والأمومة، وعن الزوجة والزوجية، وعن الابنة والبنوة، بل عن المرأة ومالها من حقوق، وما عليها من واجبات، وما على الإنسان من واجبات، وماله من حقوق، لقد علمتني أنتِ وأبي الجرأة والثبات على الحق من خلال مواقفكما الثابتة ، وعلمتني أنتِ وأبي على عدم النفاق، وارتداء الأقنعة لأنَّكما كنتما تكرهان الكذب والنفاق، وكنتِ يا أماه تملكين قدرة عجيبة على المواجهة والمكاشفة. أمَّاه كم أنا في شوق إليك !! وها هي باقة حب أقدمها لك في يوم تكريم الأم، وأنت يا أمي تستحقين كل تكريم.

 ****

 خاطرة إذا أردت وأدي فئد فكري .. وإذا أردت قتلي فاقتل  كلماتي

إنَّ حياتي ليست في جسدي المتحرك ، وإنَّما هي في كلماتي المعبرة عن فكري، النابعة من أعماق أعماق روحي ، المنبعثة من عصارة أحاسيسي ، أفلا تعلم كم هي آلام الآباء عميقة وأحزانهم مؤلمة عندما يفتقدون أبناءهم الذين خرجوا من أصلابهم ، وقد لا يتحملون الحياة بعد رحيلهم عنها ..؟

هكذا كانت آلامي وأحزاني عندما افتقدت كلماتي التي عبَّرتُ بها عمَّا خرج من صلب فكري وعميق أحاسيسي … لا تتعجب لقولي هذا .. فلقد قتلت فيَّ كل شيء ينبض بالحياة عندما اغتلت كلماتي .. فها هي أوراقي قد تراكمت وتمزَّقت ، وريشة قلمي قد تحطَّمت وتكسَّرت ، ووعاء حبري قد جفَّ ونضب ، وفكري قد توقف عن العطاء وتعطل ، ويدي قد ارتعشت وعجزت عن الإمساك بالقلم، فأنَّى لي الحياة بعد أن افتقدتها في كل هؤلاء… ؟

 إنَّ حياتي هي في كلماتي، إن ماتت متُّ معها ؛ لذا أقول لك : إن أردت وأدي فئد فكري ..وإن أردت قتلي ..فاقتل كلماتي.. ولا تسلني بعد ذلك أين أنت..؟ ولماذا احتجبتِ ؟ لأنَّني سأكون وقتها عاجزة عن الإجابة بعد أن قتلت كلماتي وأخرستَ لساني .. ووأدت فكري …ولكن قبل أن تصدر حكمك بالإعدام استمع إلى دفاعي .. أنا ما عهدتُ فيك الظلم فلا تكونن ظالمًا،  وتصدر حكمك قبل سماعك لدفاع المحكوم عليه ، فارفق بكاتب وجد في الكتابة رسالته وهدفه في الحياة ، ووهب لها روحه ونفسه حتى غدت هي حياته ..

وكن مدركًا لإنسانية الكاتب ولأحاسيسه المرهفة !! وأنت تعلم أنَّه لو لم يكن مرهف لأحاسيس لما كان كاتبًا ، فانظر إليه كنظرتك لإنسان يكتب ، وليس لآلة مهمتها أن تكتب فقط ، فلا تحس ولا تشعر بما تكتبه ، ولا تتألم وتحزن عندما تتعرض كتاباتها للقتل والاغتيال…

  يا صاح .. كن مدركًا أنَّ لكل فكر موطنًا ، وكم هي آلام الفكر شديدة ، وجراحه عميقة عندما يشعر بالغربة وهو في موطنه الذي شهد مولده ، فيجد كلماته فيه ليست هي بكلماته..)

                                              ****

خاطرة ” “فرحة العيد ..أين أنتِ ..الآن مني؟!”

وعبَّرتُ في هذه الخاطرة عن فقداننا الإحساس بفرحة العيد ، وأمتنا الإسلامية تعاني ما تعانيه ، والمسلمون يواجهون احتلالاً واضطهادًا وحروبًأ أهلية وإقليمية، وكتبتُ هذه الخاطرة عام 1408هـ /1988م  قلتُ فيها :

  فرحة العيد أين أنتِ الآن مني ؟ …إذ كنتِ في زمن الطفولة السعيدة خير رفيق …كنتِ تعنين السعادة والحبور …والفرحة بارتداء كل جديد ..وبصحبة الوالد ـ رحمه الله ـ إلى المسجد النبوي الشريف لأداء صلاة العيد..

حقًا كانت أيامًا جميلة.. وطفولة سعيدة.. وكانت للعيد فرحة .. أخذتُ أبحثُ الآن ..عن هذه الفرحة في أعماقي..فلم أجد إلاَّ الذكريات ، ذكريات مضت وانقضت أنَّى لها أن تعود وقد انتزعتْل الحروب كل بسمة ..وأخرستْ القنابل كل ضحكة ..ودهست الدَّبابات كل فرحة فشلَّت كل حركة ..

    يا فرحة العيد ..لقد أخذتُ أتطلع حولي بحثًا عنك فلم أجدك ..بحثتُ عنك في عيون أطفال ونساء الشهداء ..بحثتُ عنك في مخيمات اللاجئين في”بشاور ولبنان وغرب تنزانيا والصومال ..وجنوب السودان “، بحثتُ عنك في عيون أطفال الحجارة ..في عيون أمهات الضحايا ..ضحايا الإرهاب والاحتلال والحروب الأهلية في لبنان ، والحرب الإقليمية بين العراق وإيران ..بحثتُ عنك في عيون كل مسلم … وقد أضحى مهدداً بالاختطاف في كل حين .. بحثتُ عنك فلم أجد في تلك العيون إلاَّ الدموع ..قد تحجَّرت في المآقي .

إذ وجد البؤس فيها مسكنه ..أمَّا القلق والخوف والرعب فقد اتخذوا منها موطنًا ، فأين أنتِ الآن مني .. وتلك العيون تلاحقني في اليقظة والمنام. يا عيد متى فرحتي بك تعود ؟ …ولن تعود إلاَّ ببذر بذور المحبة والإيمان في كل القلوب، وقلع جذور الكراهية والانقسام من كل الصدور فتمتلئ بالحب القلوب .. ويلتئم عقد الصفوف فمتى تكون .. ومتى تعود ..متى..متى؟!

خواطر عن الصحافة “ 

 ” الكاتب ما هو إلاَّ كتلة من الأحاسيس والمشاعر يتفاعل مع ما يراه من أحداث ، وما يسمعه عن أحوال الناس ، فتمتزج ثقافته وتجاربه مع ما يراه ويسمعه ، ويختلط بأحاسيسه ومشاعره ، وعقيدته ومبادئه، فيعج داخله بكل تلك الأحاسيس والانفعالات التي تغوص في أعماق ذاته، وتقفز إلى بؤرة فكره لتستقر فيها، فلا يهدأ له بال، ولا يهنأ له عيش، ولا يغمض له جفن حتى تتبلور كل تلك الأحاسيس والأفكار، وتخرج في صيغة كلمات، وكل كلمة منها تنبض بالحياة، لأنَّ فيها روح هذا الإنسان وفكره وعقيدته ومبادئه وقيمه ومثله وأحاسيسه ومشاعره، تكريمها تكريم له، وامتهانها امتهان لذاته، ولا يحبط الكاتب، ويوقفه عن العطاء إلاَّ إذ شعر فكره بالامتهان، لأنَّ هذا يُشعِر الكاتب  بالذل والهوان، فكرامة الكاتب من كرامة فكره، لأنَّ أرقى ما في الإنسان فكره  فإذا ما امتهنت أرقى ما فيه ماذا أبقيت فيه؟

فامتهانك لفكره يعني إصدار حكمك عليه بالإعدام ؛ لذا فإنَّ الفكر إذا ما أحس بالامتهان تجده يفضل وأد نفسه بنفسه على الاستمرار بعطاء بكرامة مطعونة، وعزة مجروحة. هل يتصور أحدكم مقدار معاناة هذا الكاتب عندما يئد فكره بنفسه؟

فبينما الأفكار تزدحم في رأسه تريد الخروج، ولكنه لا يسمح له، يدفنها في مكمنها  وهي بعد حية، يئدها في داخله،  نبض الحياة فيها ، يؤرقه في منامه ، ويصر على وأدها في أعماق أعماقه رغم ما يعانيه داخله من صراع عنيف بين الحياة والموت، بعضه يمزق بعضه، فهذا يريد الحياة، وذاك يريد الموت !!

لماذا يعيش كل هذا الصراع ؟

لأنَّه لا يستطيع أن يتحدث عن الإنسان، وكرامة الإنسان، وهو ذاته يشعر بالذل والامتهان ؟

وكيف يمتلك القدرة على الإقناع بما يُنادي به، وهو نفسه يفتقر إلى ما يُنادي به ففاقد الشيء لا يعطيه؛ لذا فإنَّه إذا ما تحدث، فإنَّ حديثه يفتقر إلى حرارة الصدق، وقوة الإقناع، فيأتي كلامه أجوفًا خاليًا  من أي إحساس؛ لذا فإنَّ  هذا الفكر يفضل وأد نفسه بنفسه على أن يكون عطاؤه أجوفًا خاليًا من الصدق والإحساس ،ولكنه .. في الوقت ذاته يعتصر ألمًا، ويتمزق أسى وحسرة، لأنَّه يريد العطاء بل السخاء فيه، ومع هذا لا يستطيع، فيحس بالعجز وهو ليس بعاجز!  “

يا قلم !!!

أيهذا القلم مالي أراك حزينًا غاضبا ، تحجم عن التسطير وأنت المسطر؟!! يا عدة الكفاح والجهاد !! يا رفيق الحياة وزاد الآخرة!! يا من اقترن باسمي ما تخطه ريشتك، ويرسمه مدادك!! لمَ أنت اليوم خازلي، فكلما أمسكتُ بك أجدك تفلتُ من بين أناملي، فتسقطُ على الورق رافضًا الكتابة؟  الأفكارُ تزدحم في رأسي والدموعُ تنهمر من عيني لتكون مدادًا أملأ به جسدك بعدما أنزّفت الجراحُ ما بك من مدادٍ فشحَّ ونضب لتعودَ إليك الحياة من جديد فتعاود الكتابة، ولكن … باءت كل محاولاتي بالفشل، وأبيتَ الكتابة، وظلَّتْ أوراقي بيضاء خالية ممَّا للسطورِ من أثر، بينما الأفكار لا تزالُ تبحثُ عنْ منفذٍ لها بين السطورِ علَّها ترى من خلالها النور.

يا عدة الكفاح والجهاد !! يا من أدَّخِره ليوم الحساب!!   هل أسأتُ إليك؟  هل خُنتُ أمانتك؟   يعلمُ اللهُ خالقي أنَّني منذُ وضعتُك بين أناملي، قد عاهدتُه أن تكونَ عدتي في جهادي، فأنت سيفي الذي بوساطته أحارب الباطل في سبيل الحق لإعلاءِ كلمة الله الحق، ويشهدُ على هذا ما خطَّتُه يدي بك، فابحث عن سطوري ، تفحّص كلماتي ، نقِّبْ عن مؤلفاتي، ستجدني قد حافظتُ ـ بفضل من الله ـ على أمانتِك، وجاهدتُ في سبيلِ الحفاظِ عليها، ولن أتخلى عنها ولو كان الثَّمَنُ حياتي.

يا عدة الكفاح والجهاد !! يا رفيق الدَّرْبِ في هذه الحياة!! لمَ أنتَ مُعَذِّبي، وأنا أجدُ السعادةَ كلَّ السعادةِ معك، فتؤخرني أيُّها الرفيق  عن مواصلةِ الطَّريق، وأنتَ تعلمُ أنَّني في سباقٍ مع الزَّمن .   أجل فأنا في سباقٍ مع الزمن، أريدُ أنْ أُدوِّنَ أكبرَ قَدْرٍ ممَّا أحملهُ في داخلي قبلَ أنْ تفيضَ الرُّوحُ ويفنى الجسد ، لا أريدُ أن ألقى وجهه الكريم وقد كتمتُ عِلمًا ممَّا علَّمني إياه ، فحتى هذه اللحظة لمْ أُدوِّنْ إلاَّ القليل ممَّا أحملُ من علمٍ ضئيلٍ، إذ لا يزالُ في داخلي الكثير الكثير..   فهل تريدني يا أعزّ من الرُّوحِ أنْ أُلْجَمَ بلجامٍ من نار ساعة الحساب ؟   لقدْ أضعتَ من عمري الآن ثلاثة أشهر، مضتْ عليَّ وكأنَّها قرنٌ من الزَّمانِ؛ إذ أحسستُ بالشيخوخةِ والهرمِ قد تملَّكا جِسمي بعد ما مزَّق أحشائيَ الألم! كيف لا أتألم وأنا أرى الذين خانوا أمانتك، وأساءوا استخدامَك قد غدا لهم الحماةُ والأنصار؟؟؟ كيف لا أتألم وأنا أرى للباطلِ مناصِرين ومُؤِّيدين، وللحقِّ مخْرِسين ومُسْكِتين؟؟؟ كيف لا أتألم، وأنا أرى الإسلامَ يُحاربُ من بني الإسلام ؟!!   أنتَ يا قلم ! سلاح ذو حَدَّيْن : أحدُهما يبني، والآخرُ يهدم، يهدمُ أساس الإنسان عقيدته وفكره، وإذا هدم فهو يهدم هذا الأساس ليدمرَّ معه كلَّ شيءٍ، فتنهارُ المبادئ والقيم ، ولا يبقى من إنسانيةِ الإنسان وآدميتهِ إلاَّ أطلالًا، وما أكثر الذين استخدموا حدَّك الهدَّام فجعلوا معظم بني الإنسان أتباعًا لهم يُروِّجونَ لهم ما يكْتُبون، ويُردِّدُون كالببغاواتِ ما يقولون دون وعيٍ أو إدراك، فغدت أقوالُ الهدَّامين هديًا ونبراسًا للتابعين، بل هي العقيدة التي يدافعون عنها دفاع المستميت!

  يا عدة الكفاح والجهاد …يا من وهبْتُه زهرةَ العمرِ والشباب!!   ما سرُّ موقفك هذا معي ؟؟   لماذا ترفضُ مواصلةَ الطريقِ برفقتي؟؟   ما الذنبُ الذي اقترفتُه في حقك؟؟   ألكوني استخدمتُ حدَّك البنَّاء لأقهرَ به ذاك الحدَّ الهدَّام الآخذ في الزِّيادةِ والانتشار، وقد جعلَ من الحقِّ باطلًا، والباطلِ حقاً ؟!!   ألكوني أردتُ الاسهامَ في تصحيحِ مسارِ الفكرِ وتنقيتهِ من شوائبِ البدعِ والشِّركِ والإلحاد؟!!  أجبني يا قلم !! استحلفُكَ بالذي أقسمَ بك، وبما تسطِّرُه، وإنَّه لقسمٌ جدُّ عظيم أنْ تُجبني ؟! فافصِحْ لي بربِّك عن السَّبَبِ، فقد أعياني كثرةُ التفَّكيرِ بالتعب !!

منْ قال لكَ إنَّني قد تخليتُ عنكَ، ورفضتُ السَّيرَ معك ؟   أنا ــــ يا فكر ــــ معك طالما فيكَ عِرقٌ ينبضُ، وعقلٌ يُفكّر، ولكنك أسأتَ فهمي ، وما حدثَ منَّي ـ في الآونِة الأخيرة ـ ما هو إلاَّ حمايةً لك من كُلِّ امتهان، فما أبيتُ لك الكتابة، ولكن .. أبيتُ لك الضيْم !!   إنَّ الفكرَ يجبُ أن يُكرمَ ولا يُمْتَهَنَ صاحبُهُ، ولا يُهان، لقد كرَّم اللهُ ابن آدم، وميَّزَّه بعقلهِ وفكرهِ عن سائرِ المخلوقاتِ ، فأرقى ما في الإنسانِ فكره، وإذا أُمْتُهِنَ أرقى ما فيه ماذا بقي له؟؟   وكيف إذا كان هذا الفكرُ فكرًا إسلاميًا يُجاهدُ في سبيلِ إعلاءِ كلمةِ الحقِّ؟   لذا رفضتُ ـ في الآونةِ الأخيرة ـ التجاوبَ معك، لأنَّني لا أريدُكَ تسطِّر بي كلمةً واحدةً، وأنتَ مطعونٌ في كرامتِك ، مكلومٌ في عزِّتِك .  أو تعلم لقد أنزفتُ مدادي عمدًا لتجفَّ ريشتي فلا تتمكنُّ من الكتابةِ بها؟ !!  أوَ تعلمُ فلقد لا مست ريشتي دموعَ العيْنِ ، ولكنَّها رفضتْ أنْ تجعلَ منها مدادا، فالدُّموعُ مدادُ الضُّعفاءِ ، والفكرُ الإسلاميُّ ليس بضعيفٍ، إنَّهُ قويُّ بالحقِّ فلاَ يَكْتبُ إلاَّ بِمدادِ الأقوياءِ.

وهل تراني يا قلم قد استسلمتُ ورضيتُ بالامتهان ؟  لا ورب العزِّة لمْ أرضْ بهِ مهما كانَ الثَّمنُ غاليًا، إنْ كانَ يرْضى بهِ أيُّ فكرٍ، ولكنَّ الفكرَ الإسلامي يأبى كُلَّ ضَيْمٍ وامتهان؛ إذْ كيْفَ يَرْضى بالذُّلِّ والضَيْمِ، وهو الذي يسعى إلى تحريرِ الإنسانِ مِنْ ذُلِّ التبعيةِ والاستعبادِ ؟ العبوديةُ للهِ وحدهُ الواحد القهَّار، وليسَ لماركس ولينين وسارتر وغيرهم من أذنابِ الشَّيطان.

أنا يا فكر وكرامتُك توأمان لا نفترقان، وها هي كرامتك قد أعيدت إليك، وها أنا ذا قد عدتُ معها!  تدركُ يا قلم إنَّ الطريقَ التي سنسلكها معاً طريقٌ جدُّ شاقة وطويلة، طريقٌ وعِرة ليست ممهدة؛ إذْ سنواجهُ تياراتٍ عنيفة وقوية، لأنَّنا سنسيرُ في اتجاهاتها المضادة .  تدركُ يا قلم أنَّ حدَّكَ الهدَّام قد غلبَ حدَّكَ البنَّاء فعمَّ العالمُ الخرابَ والدَّمار والإرهاب وسفك الدِّماء، وما خلاصُ العالم إلاَّ بغلبةِ حدِّكَ البنَّاء؛ إذْ به يُقَوَّمُ كُلُّ اعوجاجٍ، ويُصحَّحُ كُلُّ انحراف، ويُقَاومُ كُلُّ إلحادٍ، فَيَعُمُّ الإيمانَ العقول والقلوب والنُّفوس، وتعودُ للإنسانِ إنسانيتُه وآدميتُه، فلنُعاودُ معاً مسيرة البناء يا عدة الكفاح والجهاد!!!

*****

أنا وأدب الرسائل مع المفكِّر الأديب الأستاذ أحمد عبد الغفور عطّار

هذا الفن من الأدب  مادته قليلة جدًا، ولكن رغم قلتها، فأنا أعتز بها، وحرصتُ أن أشير إليها في هذا الفصل ، لأنّها تمثّل فنًا أدبيًا كاد أن ينقرض، ورأيتُ أن يطلع أبناء وبنات هذا الجيل على هذا الفن الأدبي الراقي، وأن يتعرّفوا من خلاله على شخصية أدبية رائدة ومتواضعة، هي شخصية العلاّمة المفكر الإسلامي الأستاذ أحمد عبد الغفور عطّارـــ رحمه الله ـــ  الذي لم يسعفه وقته على مواصلة المكاتبة الفكرية بيني وبينه ، كما لعلّها تفيد أهل الأدب وطلابه ، وتضفي لمحات عن شخصية أديبنا الكبير أحمد عبد الغفور عطّار ــ رحمه الله ــ، ورسائل الأستاذ العطّار مكتوبة بخط يده . وهذه لأوّل مرة أنشر بعض رسائله (مخطوطة)

المفكِّر والأديب الكبير الأستاذ أحمد عبد الغفور عطّار

تمهيد

الأستاذ العلامة أحمد عبد الغفور عطّار ــــ رحمه الله ــــ من أدبائنا ونقادنا  الإسلاميين  الرواد ، وهو ممن يقولون الحق ، ولا يخشون لومة لائم ، فهو من أكثر الأدباء جرأة في قول وكتابة الحق، وكنتُ في حاجة إلى توجيهاته فبعثتُ  له بثلاث مؤلفات لي ،هي: المرأة بين الإفراط والتفريط، وبناء الأسرة المسلمة ،ومن عمق الروح وصلب الفكر .

مفاجأة رسالة الأستاذ الأديب المفكِّر أحمد عبد الغفور عطّار وفوجئتُ برسالة مطولة يبعثها لي مكتوبة بخطه الجميل ، وذكر لي أنَّ هذه الرسالة بعثها إلى جريدة المدينة  لنشرها ، ونُشرت بعنوان “ثلاث كتب قيمة للأستاذة سهيلة زين العابدين حمَّاد”، وأشاد فيها بالكتب الثلاث ، واستوقفه الإهداء الذي كتبته لأبي ــــ رحمه الله ـــــ في كتاب المرأة بين الإفراط والتفريط، ورددتُ عليه برسالة، نُشرت في ملحق الأربعاء، وكتب في هذه الرسالة قائلًا : ابنتي العزيزة الكاتبة المجيدة الأستاذة سهيلة زين العابدين حمَّاد  ـ حرسها الله.    سلام الله عليك ورحمته وبركاته، وبعد: فقد تسلمتُ مؤلفاتك الثلاثة اللاتي طبعتهن الدَّار السعودية للنشر والتوزيع طباعة حسنة، وهن :  الأول : المرأة بين الإفراط والتفريط. الثاني: بناء الأسرة المسلمة. الثالث: من عمق الروح وصلب الفكر. وشكر الله لك ما أهديت ، وأعزَّ قلمك ، ونفع بدينك وعلمك وأدبك ، ووفقك للمزيد من الخير. وقلمك ليس بجديد عليَّ ، فقد كنتُ أحرص على قراءة ما كنتِ تكتبين بجريدة “المدينة المنورة”، ثُمَّ انقطعت عن نشر ما تكتبين فيها، فلما وصلتني مؤلفاتك الثلاثة بدأتُ بكتابك العظيم ” المرأة بين الإفراط والتفريط ” صدرت فيه عن الإسلام الحق.  وتشهد لك مؤلفاتك بأنَّك المسلمة المؤمنة الصادقة في إسلامها وإيمانها، المنزهة من الاعوجاج ، المتمسكة بشرع الله ” ثمّ قال:” فوُفِّقْتِ  في كل بحث بحثته في مؤلفاتك الثلاثة كل التوفيق. وأرجو لك ولمثيلاتك المزيد منه. وإنَّ كلمة إهدائك كتابك الأول إلى أبيك المعروف بخلقه وفضله، وعلمه ، وصلاحه أثَّرت فيَّ أعظم التأثير، وإنَّه لجدير من ابنته العالمة الفاضلة الصالحة بالثناء الجم المستطاب تلقاء ما عمل من الخير، ويكفي أن تكون المؤلفة ثمرة تربية هذا الأب الصالح ، وتعهده إياها حتى كانت الكاتبة الصالحة التي قالت في الفقرة الأولى من المقدمة:  أبي الحبيب الغالي : إنَّ كل كلمة أقرؤها ، وأكتبها تذكرني بك ـ تذكرني بك أنت معنا ، أنا وأختي في غرفة الفندق التي اعتدنا الإقامة فيه أثناء فترات الامتحانات في جامعة الرياض . تذكرني بذهابك في شمس صيف الرياض المحرقة لتأخذ المذكرات من أحد الطلبة المنتظمين لتصورها في أحد الأستديوهات، ونقلنا لها يأخذ من وقتنا الذي   كنت حريصًا على كل دقيقة فيه ، ذاك الحرص الذي جعلك تبقى تنتظر عند باب قاعة الامتحان ما يقارب الأربع ساعات لا تفارق بابها منذ دخولنا إليها حتى لحظة خروجنا منها ، وماكنا نخرج من القاعة إلاَّ ونجدك أمامنا تسألنا كيف كان الامتحان؟ تذكرني بك وأنت تجوب مطاعم الرياض لتحضر لنا أشهى أنواع الطعام لأنَّ طعام الفندق الذي نقيم فيه لا تُقبل عليه نفسانا …تذكرني بكل الآلام والمتاعب التي سببتها لك عند مرافقتك لي في فترات امتحانات الجامعة. وختمت كلمة الإهداء بقولها : لقد واظبت على تلاوة القرآن الكريم أناء الليل وأطراف النهار ، فلا زالت أصداء صوتك تترد في مسمعي، وأنت تتلو القرآن ، بل لازالت صورتك عالقة في ذهني ، وأنت تشير علينا بالسكون إذا ما أراد أحدنا التحدث إليك لأنَّك دائمًا في لحظات صمتك الطويل ، وانفرادك بنفسك تردد في سرك بعض آيات القرآن خشية النسيان ، فإذا ما فرغت من التلاوة أشرت إلينا ببدء الحديث ، بل أكثر من هذا وذاك صورتك وأنت على فراش الموت ، ولسانك لا يفتأ عن السؤال عن مواقيت الصلاة لتؤديها في أوقاتها.. وفي الوقت ذاته لم تتوقف عن تلاوة القرآن حتى في لحظات غيبوبتك إلى أن فارقت الحياة التي زهدتها بعد أن أدَّيت رسالتك فيها فطوبى لك يا قرة عيني ومهجة قلبي.) ويعقب الأستاذ العطار ـ رحمه الله ـ قائلًا:(وإنَّك لتذكرينني بحديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم:” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلًا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” وأنت ــــــــ إن شاء الله ــــــ الولد الصالح الذي ورثت منه علمه الصالح المنتفع به ، حيث أخذت في نشره ليكون النفع به على  نطاق واسع ، ولك التحية والشكر على هديتك الغالية، كما لك مني الدعاء بأن ينفع بعلمك وخلقك ودعوتك. وقبل أن اختم رسالتي هذه أقول لك : إنَّك تحسنين فن القول إحسانًا، فما فيه فضول، وإنَّما هو لباب كله، تحسنين عرض ما لديك من أفكار في أسلوب عربي مشرق، وأحسنت اختيار الموضوعات التي كتبت فيها متخذة الحق سبيلك، متجردة عن الهوى الذي وقع فيه بعض من يكتبن في صحفنا . وإنِّي لأرجو لك في عالم الفكر والقلم مستقبلًا مجيدًا خيرًا من حاضرك الزاهر بمشيئة الله.

نُشرت هذه الرسالة في جريدة المدينة :العدد 6492 ،الجمعة 20 ربيع الثاني1405هـ. وكانت هذه الرسالة مفاجئة لي، كم أسعدتني، وحمَّلتني مسؤولية أكبر تجاه رسالة الكلمة، ورددتُ عليه برسالة نُشرت في ملحق الأربعاء، العدد (100) ،الصادر في 16\5\1405هـ.

الصفحات 1، 6  من رسالة المفكر الإسلامي والأديب الأستاذ  أحمد عبد الغفور عطّار (مخطوطة) للدكتورة سهيلة زين العابدين حمّاد

صفحة  7 من رسالة مخطوطة الأديب الأستاذ أحمد عبد الغفور عطّار للدكتورة سهيلة زين  العابدين حمّاد

ردي على رسالة الأستاذ العلامة أحمد عبد الغفور عطّار كانت رسالة  المفكر والأديب الأستاذ  أحمد عبد الغفور عطّار مفاجئة لي ، كم أسعدتني ،وحمَّلتني

مسؤولية أكبر تجاه رسالة الكلمة ، ورددتُ عليه بهذه الرسالة :

والدي الجليل المفكر الباحث الأستاذ أحمد عبد الغفور عطَّار   حفظه الله ومد لنا في عمره لم أجد تحية أجمل من تحية الإسلام لأحييكم بها فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته  وبعد..

إنَّها لحظات طيبة مباركة تلك التي تلقيتُ فيها رسالتكم الكريمة، والتي حملت بين طياتها حنان الأبوة الذي افتقدته، وعظمة العلم الذي بجَّلته، وتواضع العلِم الذي أجللته، وأدب الأديب الذي أكبرته، فلقد غمرتموني بفيض كرمكم، وكريم قولكم ، وكانت كلماتكم دَفَعات قوية تحثني على تخطي كل ما يعترض طريقي من عقبات لمواصلة السير لتحقيق رسالتي في هذه الحياة ، وهي المساهمة بفكري وعلمي المتواضعيْن في إصلاح مجتمعنا الإسلامي، وتصحيح مسيرته وفق النهج الإسلامي القويم، وقد اتخذتُ من القلم أداة لتحقيقه، إنَّها يا والدي العزيز لطريق جد طويلة وشاقة لا تخفى عليكم وعورة مسالكها، وكثرة منحنياتها، وخطورة منعطفاتها، وطول مداها، فلقد سلكتموها قبلي، وسبقتموني في اجتيازها، وتربعتم على قممها، وهذا شأن كل من يُفْنِي ذاته، ويحرق فكره ليكون الشمعة التي تضيء للآخرين سبل الخير والرشاد، أمَّا أنا فلا زلت في بداية بدايتها، وما قدمته حتى الآن على ساحتها يعد محاولات. وإن كانت هذه المحاولات قد استنزفت مني الكثير.

والدي الكريم: لقد وردت في رسالتكم الكريمة ـ الآنفة الذكرـ عباراتٌ كثيرًا ما استوقفتني؛ وإذ بي أجدها تلح عليَّ، وتطالبني بطول التأمل فيها، والتمعن في مراميها ، وأخذ الفائدة من مقاصدها، وما كان مني إلاَّ الاستجابة لهذا الإلحاح، فكانت هذه السطور التي سأدون فيها ـــــ بعد إذنكم ـــــ ما توصلتُ إليه بعد رحلتي التأملية الطويلة في جميل عباراتها، وعمق معانيها ولنبدأ: أولًا: بمضمونها العام، فهي في مضمونها العام تمثل تلاحم وتلاقي جيلين، جيل الرواد، وجيل الشباب من الأدباء في الوقت الذي يحاول بعض الأدباء الشبان ـ للأسف الشديد ـ إيجاد فرقة بين هذين الجيلين عندما طالبوا بإنشاء أندية أدبية للشباب، بحيث تصبح لدينا أندية أدبية للشيوخ، وأخرى للشباب، وإنَّها دعوة ممقوتة مرفوضة لأنَّها تهدف إلى تمزيق فكرنا الموحد، وتشتيت أجزائه، وخلق حواجز وسدود وموانع تحول بين تلاحم الفكرين، فكر الشيوخ، وفكر الشبان ، والذين بهما يتكون فكرنا . بل تهدف إلى جعل أدبنا بلا أصول، ولا جذوع يرتكز عليها، ويستمد حياته وأصالته منها ، فأدب وفكر شيوخنا يمثل الجذوع التي يتفرع منها فكرنا ـ نحن الشباب ـ بعدما ارتوت جذور تلك الجذوع من ينابيع الفكر الإسلامي الصافية، فهل يستطيع الفرع العيش والإثمار إذا فصل عن جذوره وأصوله؟ إنَّهم بذلك يحكمون على أدب الشباب بالفناء والموت.”

ثمّ قلتُ له:”  لكم أثَّر في نفسي توقفكم عند كلمات الإهداء التي كتبتها لأبي رحمه الله في مؤلفي “المرأة بين الإفراط والتفريط” ،والذي شاء الله له أن يكون ثاني مؤلفاتي من حيث الإصدار ، وهو في الحقيقة أولها من حيث التأليف والإنشاء. والحقيقة إنَّني لم أوف والدي رحمه الله حقه بهذه الكلمات القليلة البسيطة المتواضعة ، فالتضحيات الكثيرة التي بذلها من أجلي، والمتاعب التي سببتها له ممَّا أضعف صحته وأرهقها أكبر من الكلمات ،وكثيرًا ما أحس بالعجز في التعبير عمَّا يدور في داخلي من فيض المشاعر تجاه أبي ، واعترف أنَّني لم امتلك بعد تلك الملكة التعبيرية التي أستطيع بوساطتها التعبير عمَّا يجيش به صدري ، وما يمتلئ به قلبي من حب لأبي ، وعرفان بفضله عليَّ ، وندمي على ما سببته له من متاعب، وهو في شيخوخته ـ  من أجل تعليمي .لقد كان لي أكثر من أب وصديق افتقدتهما بفقدي له ، ويا ليت الكلمات توفي حقوق الآباء على الأبناء لسطرت ألوف المجلدات عن أعز الأحباب.!!

  وأخيراً فقلد أخجلني ثناؤكم عليَّ ،ويا ليتني أستطيع تحصيل العلم الذي يؤهلني إلى الارتقاء إلى مرتبة العلماء ، فأنا لستُ بعالمة ، وإنَّما طالبة للعلم ، وما تحصلتُ عليه من علم هو قطرة في بحور علم أبي ــــــ رحمه الله ـــــ  ، فهو جدير بلقب عالم  ، وأهل له ؛ إذ جمع بين حفظ الأحاديث النبوية والتفقه في أمور الدين على المذاهب الأربعة ، وقد عُرض عليه القضاء ورفضه خوفًا من أن يكون أحد القاضيين اللذين يكونان في النار، كما كان متبحرًا في علوم السيرة واللغة والأدب والتاريخ ، وعلم تفسير الأحلام مستندًا في تفسيره لها على القرآن والسنة ، زيادة على أنَّه كان خبيرًا بفنون الزراعة والتجارة لممارسته لكل منهما ، بل كان يعشق الزراعة ، وأنفق عليها جل ماله .إنَّه كان بحق موسوعة علمية جامعة متعددة المعارف ، فمعلوماته التاريخية تفوق معلوماتي ، و أنا المتخصصة في هذا العلم ، فعندما كان يحدثنا ، ويروي لنا روايات تاريخية كنت أحس بضآلة أحجامنا نحن أبناء هذا الجيل الذي يعتقد معظمنا إنَّه تحصل على العلم كله إذا تخرج من الجامعة . فهذا هو أبي المتخرج من المسجد النبوي الشريف ، والذي تلقى علمه فيه يثبت لنا أنَّ مدرسته أفضل من أية جامعة من جامعاتنا المعاصرة ، فلقد كان رحمه الله يسأل أساتذة اللغة العربية مسائل لغوية ونحوية يعجزون عن حلها ، وأكثر ما كان يثير الدهشة هو تعجيزه لأساتذة الرياضيات في مسائل حسابية فاعترفوا أمامه بعجزهم ، وبتفوقه عليهم ، والذي كان يثير الدهشة اكثر وأكثر أنَّه يحل المسائل الجبرية وذوات المجهول والمجهولين في ذهنه دون أن يستخدم ورقة وقلمًا ، فلقد كنتُ أنا وأخوتي متفوقات في هذا العلم ، ولكننا مع هذا لا نستطيع حلها ذهنيًا مثله !!

إنَّه بحق رجل عبقري ، و لقد اعترف بعبقريته كل من عرفه عن قرب  ، ومنهم أساتذته ، وإلى جانب كل هذا فلقد كان ذا حافظة قوية ، فلقد حفظ ألفية بن مالك ،وكثيرًا  من الشعر ، ولم ينس ما قرأه في كتب السيرة والتاريخ ، فعندما كان يروي لنا الرواية  ،أو الحدث يذكر لنا اسم الراوية والمصدر الذي استند عليه  ،مع أنَّني لم أر أبي يقرأ كتابًا غير كتاب الله الذي كان يحرص على تلاوته في سره وعلانيته غيبًا ونظرا طوال فترة يقظته المليئة  بصمته الطويل ـ حتى لفظ نفسه الأخير. فلقد أنجبني على كبر ، وهو في الستين من عمره ،ومع هذا كان يتذكر الكثير ممَّا قرأه ، ولقد فاتني تسجيل أحاديثه وتدوينها فقد كان حديثه لا يُمل ، ومجلسه لا يخلو من الطرائف والأحاجي والألغاز . وكان بشوشًا تشع أنوار الصلاح من وجهه إلاَّ أنَّه كان يكره الأضواء وتسليطها عليه ، لذا لم يعرفه إلاَّ المقربون منه ، والمنتفعون من علمه . ولم يخلف لنا أثرًا مكتوبًا ، وإنَّما ترك لنا رصيدًا عمليًا من السلوك الإسلامي ، والذي كان له أكبر الأثر في تكوين شخصياتنا  ـ نحن أولاده ـ هذا الرصيد الذي كلما زاد تأملي فيه أخرج بكثير من المعاني والقيم والمبادئ التي انغرست في أعماقي ، وانعكست بلا شك على مؤلفاتي ، وعلى أسلوبي وفكري ، فكل مؤلف لي فيه بصمات لوالدي رحمه الله الذي قدم لي نموذجًا صادقًا وعمليًا للإنسان المسلم الحق المتخلق بأخلاق القرآن ، فأين أنا من هذا الرجل العالم الفاضل ، والعبد الصالح والمؤمن الزاهد والأب المثالي؟؟

 فشكراً لكم من أعماق قلبي ، وصميم فؤادي على مشاركتكم الوجدانية لي ، والتي تجَّلت في هذه الوقفة الأبوية الحانية الصادقة التي لا أملك حيالها سوى الدمع الذي انهمر من عيني كالمطر ، ولم استطع إيقافها حتى كتابتي لهذه السطور ؛إذ سبقت كلماتي قطرات عبراتي.

  وختامًا  أدعو الله أن يمد لنا في عمركم ويحفظكم بالصحة والعافية ، وإنَّها لدعوات صادقة نابعة من قلب ابنة أسعدتها بنوتها لكم ، فهل يا ترى أسعدتم بأبوتكم لها ؟ّ

                                                                           ابنتكم الوفية

                                                                    سهيلة زين العابدين حمَّاد

رسالة ثانية من الأستاذ  أحمد عبد الغفور عطّار

ولكن لم يتمكن وقتها الأستاذ أحمد عبد الغفور عطّار من الرد على رسالتي هذه ، إلّا برسالة قصيرة بعثها لي بالبريد يقول فيها :

ابنتي العزيزة الفاضلة الكاتبة المجيدة سهيلة زين العابدين حمَّاد               حرسها الله

سلام الله عليك ورحمته وبركاته

   وبعد: فقد تلقيتُ رسالتك الكريمة التي بعثتها إليَّ في 24 /4/ 1405هـ ، وسرَّني أنَّك بخير، واليوم الأربعاء 16/5/ 1405هـ قرأتُ رسالتك العظيمة الرائعة الموجهة إليَّ في “الأربعاء” العدد المئة الصادر في يوم الأربعاء 16/5/1405هـ ، ولئن سرَّني كل ما جاء في الرسالتيْن، فقد سرني إبداعك في أدب الرسائل التي قلَّ الإبداع فيه هذه الأيام .  ولعلي الآن لا أستطيع أن أجيبك على رسالة الأربعاء لأنَّي أتهيأ للسفر إلى دمشق ، فعمَّان ، فالقاهرة ، وسأغادر جدة إلى دمشق بعد صلاة ظهر السبت 19/5/1405هـ ، ولهذا أرجأت الجواب إلى ما بعد عودتي بمشيئة الله إلى مكة المكرمة حرسها الله وحرسك أنت وأفراد أسرتكم الكريمة.   وإنِّي لأتمنى لك من كل قلبي أن يهب لك الله الصحة والعافية والسعادة مقرونات برضاه عزَّ وجل ،ولك ولأهلك الدعاء والتحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.                          والدك

الأربعاء 16/ 5/1405ه

  أحمد عبد الغفور عطَّار مخطوطة الرسالة ا الثانية من الأستاذ أحمد عبد الغفور عطّار للدكتورة سهيلة زين العابدين حمّاد بتاريخ 16/ 5/ 1405ه

موقع الكتروني : الموقع الرسمي للدكتورة سهيلة زين العابدين حمّاد  https://drsuhaila.com/

1.المكتبة الالكترونية: وتضم بعض مؤلفاتي المطبوعة، وهذا رابطها http://drsuhaila.com/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%83%d8%aa%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%b1%d9%88%d9%86%d9%8a%d8%a9/

2.قناتي على اليوتيوب، وبها فيديوهات لبعض مشاركاتي الإذاعية والتلفازية، وهذا رابطها

https://www.youtube.com/user/drsuhaila

3.مدونة الدكتورة سهيلة زين العابدين حمّاد, وبها معظم إنتاجها الفكري والأدبي, وبحوثها ودراساتها ومؤلفاتها ومشاركاتها الإذاعية والتلفزيونية.

http://dr-suhaila-z-hammad.blogspot.com/

وأُعدُّ الآن لنشر مؤلفاتي  غير المطبوعة في مكتبتي  الاليكترونية.

المراجع التي يمكن الرجوع إليها لمعرفة سيرة الأديبة

 أعلام النساء للأستاذ عمر رضا كحَّالة ،الطبعة الأخيرة ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ـ لبنان.

 حديث الذكريات ،سيرة ذاتية ،من تأليف الدكتورة سهيلة زين العابدين حمَّاد،معد للطبع.

معجم الأدباء الإسلاميين ،إعداد الأستاذ أحمد الجدع ،الطبعة الأولى.

دليل الكاتب السعودي ،جمعية الثقافة والفنون ،الرياض ـ المملكة العربية السعودية.

دليل مكتبة الأدب الإسلامي ،الجزء الأول ، رابطة الأدب الإسلامي .

 المواجهة ” الدكتورة نوال السعداوي في قفص الاتهام ،تأليف الأستاذ ياسر فرحات.

 Waman and Wards in Saudi Arabia by Dr. Saddaka Arebi ( رسالة دكتوراة مقدمة في إحدى الجامعات الأمريكية.)

 قِّدمت عنها دراسة في جامعة أوتونوما بمدريد بأسبانيا.

 مدونة الدكتورة سهيلة زين العابدين حمَّاد